وأما تسمّيتها بالقرآن العظيم عند القائل به : فلأن جميع معاني القرآن وجميع معاني الكتب المنزلة مطويّة فيها، عرفها من عرفها وجهلها من جهلها، والأصل في تسمية الفاتحة بالسبع المثاني والقرآن العظيم على القول بذلك، قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ ﴾(١)، إلا أن العلماء اختلفوا في هذه الألفاظ الثلاثة : وهي السبع، والمثاني، والقرآن العظيم.
أما السبع ففيه قولان : فقيل : سبع آيات، وهي آيات الفاتحة(٢)كما تقدّم، وقيل(٣): سبع سور، وهي السبع الطوال الأولى في القرآن.
وأما المثاني، فاختلف فيه – أيضا – على ثلاثة أقوال : فقيل : المراد به الفاتحة كما تقدّم، وقيل : المراد به السبع الطوال، وقيل(٤): القرآن كله، لأن الله(٥)سماه بالمثاني، فقال :﴿ اللَهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِي ﴾(٦)، وسمي القرءان مثاني، لأنه تثنى فيه القصص والأخبار والأوامر والزواجر، وغير ذلك.
وإذا قلنا : المراد به السبع الطوال، فلأن القصص والأخبار تثنى فيها – أيضا –.
وأما القرآن العظيم، فاختلف فيه – أيضا –، فقيل : المراد به الفاتحة، وقيل : القرآن كلّه.
فإذا قلنا : المراد بالقرآن العظيم الفاتحة، والمراد بالسبع – أيضا – الفاتحة، فكرّر الفاتحة باسمها، تشريفا لها على غيرها.
وإذا قلنا : المراد بالقرآن العظيم القرآن كله، فنقول : كرّر السبع من المثاني مع اندراجها في القرآن، تخصيصا وتشريفا لها(٧)على غيرها.
(٢) في جـ :" قيل سبع آيات ن وقيل آيات الفاتحة ".
(٣) وهو قول ابن عباس. انظر الجامع لأحكام القرآن، ١٠ : ٥٥.
(٤) زاد في جـ :" المراد به ".
(٥) زاد في جـ :" تبارك وتعالى ".
(٦) سورة الزمر، من الآية ٢٢.
(٧) زاد في جـ :" وتعظيما ".