وأما حذف إشارة، فمعناه : ما حذف [منه](١)الألف في الخط اتفاقا، واختلف القراء في قراءته بالألف، نحو قوله تعالى :﴿ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَرَى تُفَدُوهُمْ ﴾(٢)أعني اللفظين معا، فإن القراء اختلفوا في هذين اللفظين فمنهم من يقرأهما بالألف، ومنهم من يقرأهما بغير الألف(٣)، فحذف منه الألف في الخط إشارة لمن يقرأهما بغير ألف.
وأما حذف اقتصار وإشارة معا، فمعناه : ما حذف منه الألف في بعض المواضع
دون البعض، واختلف القراء فيه دون غيره من ألفاظه، كقوله تعالى :﴿ إِذَا مَسَّهُمْ
طَفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ ﴾
(٤)في سورة الأعراف، فإن قوله هاهنا :﴿ طَفٌ ﴾ محذوف دون الذي وقع في سورة " ن والقلم " فإنه ثابت، وهو قوله :﴿ فَطَافَ عَلَيْهَا طَآ فٌ مِّن رَّبِّكَ ﴾(٥)، فالذي في سورة الأعراف اختلف القراء فيه فمنهم من قرأ بالألف ومنهم من قرأ بغير الألف(٦).

(١) ساقطة من :" جـ ".
(٢) سورة البقرة، من الآية ٨٤.
(٣) قرأ حمزة ﴿ أَسْرَى ﴾ بفتح الهمزة وسكون السين من غير ألف، وقرأ الباقون بضم الهمزة وألف بعد السين،
وقرأ نافع وعاصم وأبو جعفر ويعقوب ﴿ تُفَدُوهُمْ ﴾ بضم التاء وألف بعد الفاء، وقرأ الباقون بفتح التاء،
وسكون الفاء من غير ألف.
انظر : النشر : ٢ : ١٨، المبسوط، ص ١١٩، البدور الزاهرة، ص ٣٣، الكنز في القراءات العشر لعبد
الله بن عبد الله الواسطي، تحقيق : هناء الحمصي، ١٢٨، ط١، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٩٩٨ م.
(٤) سورة الأعراف، من الآية ٢٠١.
(٥) ١٠) سورة القلم، من الآية ١٩. وفي جـ، ز :" وهو قوله تعالى..".
(٦) ١١) قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب ﴿ طَيْفٌ ﴾ بغير ألف. وقرأ الباقون ﴿ طَفُ ﴾ بالألف.
انظر : المبسوط، ص ١٨٦، إتحاف فضلاء البشر، ص ١٨٤، النشر، ٢ : ٢٧٥.


الصفحة التالية
Icon