وتحدَّث سيبويه عن تصريف طائفة من الأفعال القرآنية، ومنها: الفعل «استحوذ»، فقد جاء على الأصل غير معتل(١)، والفعل «ازدُجر» إذ حَدَث فيه إبدال التاء دالاً(٢)، كما تحدَّث عن إعلال الفعل «تزال» بالنقل والقلب(٣)، كما تحدَّث عن الفعل «زَيَّلْنا»(٤)، وأشار إلى القلب المكاني في الفعل «اطمأنَّ»(٥)، وذكر إعلال الفعل «قيل» بقلب الواو ياء(٦) والفعل «يُوقن» بقلب الياء واواً(٧). وقد تَلَقَّف علماء التصريف الضوابط التي وضعها سيبويه في هذا الجانب، وسعوا في تأثيل باب الإعلال والإبدال وبيان جذورِ هذه الأفعال.
مما تقدَّم يتبيَّن لنا أمثلةٌ من جهود سيبويه في تفسير الأفعال القرآنية، وقد أفاد فيما قدَّمه في هذا الباب المسيرة العلمية التي صاحبت خدمة كتاب الله على اختلاف علومها.
ب - الأسماء:
في كتاب سيبويه تفسيرٌ لأسماءٍ قرآنية، تفسيراً لغوياً يبين معناها بلفظ يُرادِفها، أو يشرح دلالتها ضمن سياقها. وقد نجد في الروايات المأثورة ما يؤيِّد تفسيره. ومن ذلك: ما ذهب إليه(٨) في تفسير «الصِّبغة» في قوله تعالى: ؟؟ ؟؟؟ (البقرة: ١٣٨) بأنه الدين. وأورد الطبري(٩) عن ابن عباس وأبي العالية ومجاهد روايات مأثورة تُفَسِّر الاسم بالدين، كما أورد رواية عن ابن جُريج تفيد بأنها الفطرة. وقد فَسَّره الراغب(١٠) بأنه ما أوجده الله تعالى في الناس من العقل المتميِّز به عن البهائم كالفطرة.

(١) الكتاب ٤/٣٤٦.
(٢) الكتاب ٤/٢٣٩.
(٣) الكتاب ٤/٣٦٧.
(٤) الكتاب ٤/٣٦٧.
(٥) الكتاب ٣/٤٦٧.
(٦) الكتاب ٤/٣٦٤.
(٧) الكتاب ٤/٣٦٤.
(٨) الكتاب ١/٣٨٢.
(٩) جامع البيان ٢/٦٠٤.
(١٠) المفردات ٤٧٥.


الصفحة التالية
Icon