وسأل سيبويه أستاذه الخليل عن قوله تعالى: ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ پ پ پ پ ؟ (الروم: ٥١) إذ ورد جواب الشرط بالفعل الماضي، وهو في الأصل مستقبل لأنه مجازاة، فأجابه(١): هو في معنى: ليَظَلُّنَّ، كما تقول: «والله لا فعلت ذاك أبداً» تريد لا أفعل، وفي هذا التقدير سدَّ جواب القسم مَسَدَّ جواب الشرط.
وقد أشار السمين(٢) إلى هذا المعنى فقال: «؟ پ؟ جواب القسم، وهو ماض لفظاً، مستقبل معنى».
وسأل سيبويه أستاذه الخليل عن تفسير معنى قوله تعالى: ؟ ؟ ؟؟ (قريش: ١)، وتَعَلُّق اللام، فأجابه(٣): «بأنه متعلق بقوله
؟ پ ؟ (قريش: ٣)، أي: فليعبدوه لإيلافهم، فإنه أظهرُ نِعَمِه عليهم».
وليس غريباً ما نجده من سعة حواره مع أستاذه الخليل في مسائل التفسير؛ لأن المؤرخين ذكروا أنه كان كثير المجالسة له(٤).
* * *
خاتمة
مما تقدمَ تبيَّن لنا وجوه من مشاركة سيبويه في تفسير آيات الذكر الحكيم من خلال مصنفه الرائد «الكتاب»، وهو في علوم العربية، ولكنه لا يعدم سوانح له ينثر من خلالها نظراته في كتاب الله. وتبيَّن لنا أن سيبويه ذو بصيرة في فَهْم القرآن الكريم. وقد استعرضنا بعض أقواله في مفردات القرآن: الأفعال والأسماء والأدوات، ثم نماذج من تفسيره التحليلي، فتقديره للمحذوف، فتفسيره الآيات المشكلة في الإعراب، ثم توجيهه لبعض القراءات، واختتمنا البحث بذكر جانب من حواره مع علماء عصره في مسائل من التفسير، ولا نريد أن نبالغ في نتائج البحث فنضعه في مصافِّ المفسرين، وإنما وددنا أن نُجْلِي مشاركته فيه.
ثبت المصادر والمراجع
- الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، مصر.
- الأدوات النحوية في كتب التفسير، د. محمود أحمد الصغير، دمشق، دار الفكر، ١٤٢٢ه-٢٠٠١م.
(٢) الدر المصون ٩/٥٤.
(٣) الكتاب ٣/١٢٧. وانظر: الدر المصون ١١/١١٢.
(٤) إنباه الرواة ٢/٣٥٢.