ويهدي للتي هي أقوم في تبني الديانات السماوية جميعها والربط بينها كلها، وتعظيم مقدساتها وصيانة حرماتها فإذا البشرية كلها بجميع عقائدها السماوية في سلام ووئام. (١)
وفي هذا الكتاب بينت خصائص المنهج الإسلامي في القرآن الكريم، في العقيدة والعبادة والسلوك والتعامل.....
فهذا القرآن هو سفينة النجاة وسط الأمواج المتلاطمة، من ركبها نجا، ومن تركها هلك، فعَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ قَالَ: مَرَرْتُ فِي الْمَسْجِدِ وَكَانَ النَّاسُ يَخُوضُونَ فِي الْأَحَادِيثِ فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا تَرَى أَنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي الْأَحَادِيثِ ؟ قَالَ: أَوَقَدْ فَعَلُوهَا ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - ﷺ - قَالَ:" إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ " قَالَ: قُلْتُ: فَمَا الْمَخْرَجُ ؟ قَالَ:" كِتَابُ اللهِ فِيهِ نَبَأُ مَنْ قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وهُوَ الْفَصْلُ ولَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللهُ، ومَنِ ابْتَغَى الْهُدَى - أَوْ قَالَ الْعِلْمَ - مِنْ غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللهُ، هُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ مِنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ هُوَ الَّذِي لم تَنَاهَ الْجِنُّ - وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ هُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ - حَتَّى قَالُوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " (٢)
(٢) - شعب الإيمان [٣ /٣٣٥]( ١٧٨٨ ) حسن لغيره
الفصل: الفاصل بين الحق والباطل.=وما هو بالهزل: أي: هو جد كله. =الجبار: في صفات الله تعالى: الذي جبر خلقه على ما أراد، يقال: جبره وأجبره، إذا قهره، وهو في صفة الآدمي، المسلط العاتي المتكبر على الناس المتعظم عليهم.=قصمه: أي أهلكه، وهو بالقاف: أن ينكسر الشيء فيبين.=الحبل: في كلام العرب: يرد على وجوه، منها: العهد، وهو الأمان ومنها: النور، والمتين: القوي الشديد، فقال: هو حبل الله المتين، أي: عهده وأمانه من العذاب، وهو نور هداه، والعرب تشبه النور الممتد بالحبل والخيط، ومنه قوله تعالى:﴿حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر﴾[ البقرة: ١٨٧].= الذكر: الشرف، ومنه قوله تعالى:﴿وإنه لذكر لك ولقومك﴾ [ الزخرف: ٤٤] أو هو ما يذكر، أي: يقال ويحكى.=الحكيم: المحكم العاري من الاختلاف والاضطراب، أو هو فعيل بمعنى فاعل، أي: إنه حاكم فيكم، وعليكم، ولكم.=يزيغ: الزيغ: الميل، وأراد به الميل عن الحق.=الرشد: والرشاد، ضد الضلال، والغي. جامع الأصول في أحاديث الرسول [٨ /٤٦١]