فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} (٣٥) سورة الأحقاف. ﴿وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (١٢٠) سورة هود،.
وقد سيقت القصةُ دليلاً على صدق الرسول - ﷺ - وأنَّ خبره من السماء، إذ هو يقصُّ أخباراً ما كان يعلمها هو ولا أحدٌ من قومه، ولا يكون هذا إلا بوحي من السماء ﴿تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (٤٩) سورة هود.
وهي علاج للقلوب، ودواء للنفوس لما فيها من أخبار الأمم وما حلَّ بالعاصين من عاجل بأس اللّه. فأهلُ اليقين وغيرهم إذا تلوها تراءى لهم من ملكه وسلطانه وعظمته وجبروته حيث يبطشُ بأعدائهِ ما تذهلُ منه النفوسُ. وتشيبُ منه الرؤوسُ
والقصةُ مدرسةُ المؤمنين المنتفعينَ بهدي القرآن، ﴿هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ ﴾ (٢٠) سورة الجاثية، فيها أحسنُ الدروس، وأقوى الأمثالِ التي تضربُ لتحمُّلِ الدعاة المرشدين ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾ (٢٨) سورة هود.
أما تكرارها في القرآن فلِما في أغراضها ومقاصدها من معانٍ جليةٍ، وفوائدَ ساميةٍ يحرصُ القرآنُ دائماً على ذكرها لتكون ماثلةً أمام أعين المسلمينَ بكلِّ لونٍ وأسلوبٍ. (١)

(١) - انظر : التفسير الواضح - (١ / ١١٠٥)، التفسير المنير ـ موافقا للمطبوع - (٢ / ٤٣٠)، التفسير الحديث ١-١٠ لدروزة - (١ / ٢١٧١)


الصفحة التالية
Icon