يجب الإشمام فقط، وهو ضَمُّ الشَّفتين عَقِبَ تَسْكينِ الحرف، كهيئتِها عند النطق بالواو، من غير تصويت، ولا يُدرَكُ إلاَّ بحاسَّة البصر؛ لأنَّه لا أَثَرَ له في السمع. وكيفيَّةُ النطقِ بالإشمام في قوله تعالى: ؟ - } - - تم بحمد الله ( - - - ؟ أن يَنطِقَ القارئُ النونَ الأُولى الساكنةَ ويُتبع ذلك مباشرةً بضَمِّ الشفتَين مع بقاء لسانِه على مخرج النون، وإخراجِ الغنَّةِ أكملَ ما تكون، فإذا بدأ بنطقِ النونِ الثانية المفتوحةِ يَقطعُ عملَ الشفتَين السابق، والمشافَهةُ تَضْبِطُ كلَّ ذلك.
طريق الشاطبية:
يجوز الوجهان:
يجوز الإشمام السابق شرحه.
ويجوز الاختلاس، وهو عبارة عن الإسراع بالحركة مع إضعافِ الصوتِ بها، بحيثُ يذهبُ ثُلُثُها ويبقى ثُلُثاها، ويعبِّرُ عنه بعض المصنِّفين بالإخفاءِ، وكثيراً ما يُسَمُّونه رَوْماً تساهلاً في العبارة، وانظر الفرق بين الروم والاختلاس من كلام شيخ الإسلام زكريا الأنصاريُّ - رحمه الله - في شرح الجزريَّة ص١٥٥.
وعليه فإنَّ الاختلاسَ في: ؟ - } - - تم بحمد الله ( - - - ؟ يكونُ بفَكِّ الإِدغامِ، أي: نطقُ كلِّ نونٍ على حِدَة (تَأمَنُنَا)، وكلُّ ما في الأمر هو خفضُ الصوتِ عند النطق بالنون الأُولى المضمومةِ مع شيءٍ من السرعة في نُطقِها بالنسبة لأزمنةِ ما جاورها من الحروف. ولا تُضْبَطُ كيفيَّةُ الاختلاسِ هذه إلاَّ بالمشافَهة والأخذِ من أفواه القرَّاءِ المتقِنين. هذا وقد وُضعت النقطة الخالية الوسط المعينة الشكل قبيل النون المشددة من قوله تعالى: ؟ - } - - تم بحمد الله ( - - - ؟ في مصحف المدينة النبوية ليدل على الإشمام وهو الأسهل، ويجوز فيها الاختلاس وهو المقدم في الأداء.
فائدة: قد اتَّفقت المصاحفُ العثمانيّةُ على كتابة ؟ - } - - تم بحمد الله ( - - - ؟ بنون واحدة.