ثم أن الأعداد التي يتداولها الناس(١) ويعدون بها في سائر الآفاق ستة، على عدد المصاحف الموجَّه بها إلى الأمصار على صح الأقوال فيها، ولذلك كان لأهل المدينة الشريفة عددان وواحد لأهل مكة وواحد لأهل الشام وواحد لأهل الكوفة وواحد لأهل البصرة.
فأما العدد الأول: لأهل المدينة فهو ما رواه الإمام الداني بسنده إلى الإمام نافع القاري وهو الذي رواه عن الإمام أبي جعفر بزيد(٢) بن القعقاع وعن الإمام شيبة بن نصاح(٣) مولى أم سلمة زوج النبي ﷺ وعدد آيات القرآن فيه ستة آلاف ومائتان وعشر آيات، واختلف أبو جعفر وشيبة في ستة آيات وسيأتي بيانها في مواضعها إن شاء الله تعالى وهذا العدد هو الذي رواه أهل الكوفة عن أهل المدينة ولم ينسبوه إلى واحد منهم بعينه ولا أسندوه إليه بل أوقفوه على جماعتهم.
وروى عامة البصريين هذا العدد عن ورش(٤) عن نافع(٥) وعدد آيات القرآن في ما رواه أهل الكوفة عن أهل المدينة ستة آلاف ومائتان وسبعة عشر آية.
وأما العدد الثاني لأهل المدينة فهو ما رواه الداني(٦) بسنده إلى إسماعيل(٧) بن جعفر عن سليمان(٨) بن جمازٍ عن أبي جعفر وشيبة بن نصاحٍ مرفوعاً وعدد آيات القرآن فيه ستة آلاف ومائتان وأربع عشرة آية.

(١) يعني يتداولها الناس بالنقل قديماً وحديثاً.
(٢) أنظر في ملحق الأعلام رقم ٧٩ واسمه فيروز أيضاً وهو علم له.
(٣) ترجمته في ملحق الأعلام رقم ٢٦.
(٤) ترجمته في ملحق الأعلام رقم٤٥.
(٥) ترجمته في ملحق الأعلام رقم٧١.
(٦) ترجمته في ملحق الأعلام رقم٤٦.
(٧) ترجمته في ملحق الأعلام رقم٧.
(٨) ترجمته في ملحق الأعلام رقم٢١؟


الصفحة التالية
Icon