وَأكَّدَه أشبَاهُ آيٍ كًثِيرَةٍ وليسَ لها في عُزْمَةِ العَدِّ مِنْ ذِكْرِ(١)
وسوفَ يُوَافِي بَيْنَ الأعْدَادِ عَدُّهَا فَيُوفِي عَلى نَظْمِ اليَوَاقِيْتِ والشَّذْرِ(٢)
وَعَدُّ الَّذي يَنْهَى والأشْقَى وَمَنْ طَغَى
... وَعَنْ مَّنْ تَوَلَّى في عِدادٍ لها عُذْرُ(٣)
(١) المفردات: وأكده: قواه وقرره، وأشباه: جمع شبه وهو المثل والنظير، والمراد من الآي هنا الذي يشبه الفواصل وليس منها، والعُزمة بضم العين المهملة وسكون الزاي أسرة الرجل وقبيلته.
أنظر معالم اليسر ص٢، وترتيب القاموس ج٣ ص٢١٩.
(٢) المفردات: يوافي: مضارع من قولهم: وافيت القوم بمعنى أتيتهم فمعناه يوفي فيأت مضارع من أوفى على الشيء الذي أشرف عليه أي اطلع عليه من فوق، ولازمه العلو وهو المقصود هنا وعليه فالمعنى يعلو، والشذر صغار الؤلؤ، معالم اليسر وترتيب القاموس ج٢ ص ٦٨٨ ج٣ ص٢١٩.
وهذا وعدٌ من الناظم بذكر الآيات التي تشبه الفواصل وليست معدودة بالاتفاق والتي استدل بتركها من العدد على أن الأعداد توقيفية في ضمن بيان أعداد السورة وقوله: فيوفى معناه: أن نظم هذه الأشياء قد حسن بها النظم فسما بها على نظم اليواقيت وصغار اللؤلؤ التي تكون حلية وفيه إشارة إلى أن ذلك الذكر ليس مقصوداً بل هو كترصيع شيء بالياقوت واللؤلؤ، وسيذكرها إما بقوله: دع أو أسقط أو شبه ذلك ووعده هذا استغنى عن التمثيل له هنا بما يأتي في النظم من ذكرها في السور.
(٣) المفردات: العِداد قال في القاموس العديد الند كالعِد والعِداد بكسرهما ويقال في عِداد القوم ما يعد منهم والمعنى فيما يعد من الآيات، والعُذر بضم العين وإسكان الذال ما يعتذر به وهو هنا التوقيف بالحجة والمعنى أي عدهم هذه الآيات في عداد له توقيف وأخذ من السلف، انظر معالم اليسر ص ٢٣، ولوامع البدر/ مخطوط.
والمعنى: لما بين الناظم تأكيد الدعوى وهو كون هذه الأعداد توقيفية أراد أن يذكر مؤكداً آخر وهذا البيت عكس البيت الأول لأنه بين فيه الفواصل التي ليست رأس آية وفي هذا بين الفواصل التي هي رأس آية، هذا بالإضافة إلى ما ذكره الشارح رحمه الله تعالى.


الصفحة التالية
Icon