الفصل الرابع: في معنى السورة والحرف والكلمة وعدد كلٍّ(١)
اعلم أن السورة تهمز ولا تهمز، فمن همزها جعلها من أسْأرَتُ أي أفْضَلْتُ من السؤر وهو ما بقي من الشراب في الإناء كأنها قطعة(٢) من القرآن ومن لم يهمزها سهَّل همزتها بإبدالها واواً ومنهم من يشبِّهها بسُور البناء أي القطعة منه أي منزلة بعد منزلة، وقيل: من سور المدينة لإحاطتها بآياتها واجتماعها بها كاجتماع البيوت بالسور ومنه السِّوار لإحاطته بالساعد وقيل لارتفاعها(٣) لأنها كلام الله والسورةُ المُنْزِلَةُ الرفيعة قال النابغة(٤):

ألم ترَ أنَّ الله أعطاكَ سورةً تَرى كُلُّ مَلَكٍ دونَها يَتَذَبْذَبُ
(١) لم يتعرض الناظم رحمه الله تعالى لذكر هذا الفصل وذكره الشارح رحمه الله تعالى لما فيه من الفوائد المهمة المتعلقة بهذا الفن.
(٢) لأنها قطعت من القرآن الكريم على حدة.
(٣) فتكون من السُّور بالواو بمعنى المجد والارتفاع.
(٤) هو النابغة الذبياني والبيت في ديوانه وقد ذكره السيوطي في الإتقان ج١ ص١ ١٥٠.
ومعنى البيت: أن الله أعطاك منزلة شرفٍ ارتفعت إليها عن منازل الملوك.


الصفحة التالية
Icon