وقال الجعبري: وهو خلاف المصطلح ولا دليل له في تمثيل سيبويه(١) بيوم يأت(٢) و(مَا كُنَّا نَبْغِ)(٣) وليسا رأسي آية لأن مراده الفواصل اللغوية لا الصناعية وقال القاضي أبو بكر(٤): الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع يقع بها إفهام المعاني وفرَّق الداني بين الفواصل ورؤوس الآي فقال: الفاصلة هي الكلام المنفصل عمَّا لعده، والكلام المنفصل قد يكون رأس آية وغير رأس آية وكذلك الفواصل(٥)يكنَّ رؤوس آي وغيرها وكل رأس آي فاصلة(٦)، وليس كل فاصلة رأس آية قال: ولأجل كون معنى الفاصلة هذا. وذكر سيبويه(٧) في تمثيل القوافي: (يَوْمَ يَأْتِ) و (مَا كُنَّا نَبْغِ) وليسا رأسي آية بإجماع مع (إِذَا يَسْرِ)(٨)وهو راس آية باتفاق وقال الجعبري(٩)لمعرفة الفواصل طريقان(١٠) توقيفي وقياسي، أما التوقيفي فما ثبت أنه ﷺ وقف عبيه دائماً تحقَّقْنّا أنه فاصلة وما وصله دائماً تحقَّقْنّا أنه ليس بفاصلة، وما وقف عليه مرة ووصله أخرى احتمل الوقفُ أن يكون لتعريف الفاصلة أو لتعريف الوقف التام أو للاستراحة والوصل
(٢) الآية ١٠٥ سورة هود.
(٣) الآية ٦٤ سورة الكهف.
(٤) ترجمته في ملحق الأعلام رقم: ٦٥.
(٥) بيان الداني/ مخطوطة ورقة ٤٢.
(٦) قوله: وكل رأس آي فاصلة رأس آية، هذه نتيجة بنيت على مقدمة واحدة، والمقدمة الثانية ساقطة من كلام الشارح يعلم ذلك من قوله: وفرق الداني بين الفواصل ورؤوس الآي فقال: الفاصلة هي الكلام المنفصل عمَّا بعده، والكلام المنفصل قد يكون رأس آية وغير رأس آية، هذه هي المقدمة الأولى، أما المقدمة الثانية ورأى الآية هي آخر كلمة في الآية سواء اتصلت بما بعدها أو انقطعت فتكون النتيجة كل رأس آية فاصلة الخ والله أعلم.
(٧) ترجمته في ملحق الأعلام رقم: ٥٠.
(٨) سورة الفجر: ٤.
(٩) ترجمته في ملحق الأعلام رقم: ٢.
(١٠) ١٠) قال الجعبري في كتابه العدد/ مخطوط ورقة: ٩.