قال شارحه(١) ما معناه: إعلم أن كل آية أريد معرفة كونها آية فقياسه إما بالحرف الأخير من الكلمة الأخيرة إذا لم يكن ما قبل الحرف الأخير حرف مد من واو أو ياء أو بما قبل الحرف الأخير منها إن كان حرف مد وذلك كفواصل سورة النساء وفواصل سورة الإسراء وسورة الكهف ومريم وطه والفرقان حي بنيت على الألف نحو كبيرا وعليما ونحو أبدا وأمدا ونحو زكريا وخفيا ونحو يخشى ونحو بعض فواصل والضحى ونحو والفجر والبلد والإخلاص وأما ما يقاس بما قبل الآخر فنحو عظيم وكريم وقريش والصيف ويؤمنون ويعلمون لان حرف المد الزائد(٢) قبل الحرف المتحرك الذي هو آخر الكلمة هي(٣) الفاصلة في اصطلاح أهل هذا الفن(٤) فإن لم يكن مشاكلاً لما قبله ولما بعده من رؤوس الآي المثبتة ولا مشبهاً لذلك ولا مساوياً في الزنة والبِيْنَة لم يكن راس آية في سورة رؤوس آيها مبنية على ما ذكر إلا ما ورد به نص كما لا يكون مثله راس قافية في قصيدة مردّفَةٍ(٥)
(٢) لا ينبغي أن يقال في حرف من كتاب الله تعالى زائد.
(٣) قوله: (هي الفاصلة) هذه الجملة خبر لأن- كما هو المتبادر- ولعل تأنيث الضمير في الجملة الخبرية مراعى فيه المسمى. والألف أو الواو أو الياء وإلا لزم التذكير للمطابقة. أو أنث باعتبار الكلمة التي فيها حرف مد والتي بسببها اعتبرت فاصلة في اصطلاح علماء العدد.
(٤) المراد بأهل الفن: هو فن فواصل الآي.
(٥) قوله: (مردفة) من ألقاب قافية الشعر. والردف هو حرف ليِّن ساكن (واو أو ياء) بعد حركة لم تجانسها أو حرف مد (ألف أو واو أو ياء) بعد حركة مجانسة قبل الروي متصلاً به فمثال الأول قول أبي العتاهية:
دارٌ أمامَكَ فيها قرَّةُ العيْنِ
الدَّار لو كنتَ تدْري يا أخا مَرَحٍ
ومثال الثاني قول الشاعر:
لا تَعْمُرِ الدنيا فَلَيْسَ إلى البَقَاءِ بها سَبيلُ
انظر ميزان الذهب للهاشمي ص١١٥.