مبنية على ياء أو واو قبل حرف الروي(١) الذي هو آخر حرف من البيت لأن رؤوس الآي والفواصل مشبهات برؤوس القوافي من حيث اجتمعن في الانقطاع والانفصال واشتركن في إلحاق التغير بالزيادة والنقصان ولذلك انعقد إجماع العادين على ترك عد قوله تعالى (وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ) في سورة النساء(٢) لعدم مشاكلته لطرفيه لأن ما قبله (وكيلا) وما بعده (جميعا) وهما مبنيان على الألف وهو مبني على الواو، وكذا لم يعدوا قوله تعالى: (إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) في سبحان(٣) و (لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ) في مريم(٤) و (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) في طه(٥) وفيها (وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ)(٦) و (مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) في سورة الطلاق(٧) وفيها (أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(٨) لكونهنَّ مخالفاتٍ لما قبلهنَّ ولما بعدهنَّ من رؤوس آي تلك السور، ولكونهنَّ غير ]مشابهات[ وغير مشاكلة لها، وأما [مشابهات](٩) الفواصل التي لم تشاكل في الزنة [فكقوله](١٠) تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ) في سورة إبراهيم(١١) لأنها وإن كانت مشاكلة في بنائها على حرف اللين لكنها ليست موازنة لأن وزنها فاعِلَين ووزن الكلمة التي وقعت في الآية التي قبلها خِلال على وزن فِعال، وآخر الآية التي بعدها كفَّار بوزن فعَّال ولذلك لم يعدوها راس آية وكذا لم يعدوا قوله تعالى (عَمِيَّا) و (بكْمَا) و (صَمَّا)(١٢)
(٢) الآية: ١٧٢.
(٣) سورة الإسراء الآية: ٥٩.
(٤) سورة مريم الآية: ٩٧.
(٥) الآية: ١١٣.
(٦) سورة طه الآية: ١١١.
(٧) سورة الطلاق الآية: ١١
(٨) سورة الطلاق الآية: ١٢.
(٩) في نسخة (ب، ج): [متشابهات].
(١٠) في نسخة (ج) [فقوله] وما ذكرناه من (آ)، وهو الصواب.
(١١) الآية: ٣٣.
(١٢) ١٠) الآية: ٩٧.