في سبحان ولا (إِلاَّ مَرَاءً) في الكهف(١)، و(وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا) في مريم(٢) وفيها أيضاً (اهْتَدَوْا هُدًى)(٣) لمخالفتهنَّ لإخواتهنَّ في الزنة ثم أن أكثر الآيات قد جاء بحرف المد قبل الحرف الأخير من الواو والياء، ولا فرق بينهما في التناسب والمشاكلة لأن كلمة يؤمنون مشاكلة لكلمة عظيم مع أن الأولى مبنية على الواو والثانية على الياء.
وهذا معنى قول الشاطبي:

وَجَاءَ بِحَرْفِ المَدِّ الأكْثَرُ مِنْهُمَا وَلا فَرْقَ [بَين الواو والياء](٤) في السَّبْرِ
قال شارحه: وحكمة ذلك وجود التمكن من التطريب كما قال سيبويه(٥) إن العرب إذا ترنموا يلحقون الألف والياء [والنون](٦) لأنهم أرادوا به مد الصوت ويتركون ذلك إذا لم يترنموا، وجاء القرآن على أسهل موقف وأعذب مقطع انتهى.
ثم قال الشارح(٧)
(١) ١١) الآية: ٢٢.
(٢) ١٢) الآية: ٤.
(٣) ١٣) الآية: ٧٦.
(٤) في بعض نسخ المتن [بين الياء والواو] وقوله: ((السبر)) بفتح السين المشددة وسكون الباء الموحدة معناه هنا الأصل. والمقصود بهذا الأصل التناسب الذي فيه الكلام.
وقوله: ((وحكمة ذلك)) إشارة إلى ما ذكره الناظم من هذين القسمين وهما اعتبار الفاصلة بحرف المد كما وقع في سورة النساء والإسراء وطه وغيرها، والثاني: هو ما ليس حرف مد كما في سورة القمر والبلد والقتال، وان أكثر ما وقع في القرآن منهما الأول وقد بين الشارح رحمه الله تعالى الحكمة في ذلك.
(٥) انظر الكتاب لسيبويه ج٤ ص٢٠٤. والمراد بالشارح في كلام الشارح هو صاحب لوامع البدر ورقة/ ٦٠.
(٦) قول الشارح: (والنون) لم ترد في النسخ التي بين أيدينا من كتاب سيبويه ولعل الشارح أراد بالنون تفسير قول سيبويه (ما ينون منها وما لا ينون).
(٧) المراد بالشارح هو صاحب لوامع البدر ورقة/ ٦٠ مع تصرف في بعض الألفاظ.
وقول الناظم: ((ولا فرق بين الواو والياء في السبر)) معناه: لا فرق بين الياء والواو في التناسب والمشاكلة لأن كلا منهما حرف لين، فلا فرق بينهما وبين الألف لأنهما مثلهما بل هي أولى لأنها تخرج عن ذلك ولعل المصنف ترك التنبيه عليها لأصالتها في ذلك كما في آل عمران (وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)، (كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، (بِغَيْرِ حِسَابٍ).


الصفحة التالية
Icon