: وفضل كلام الله عز وجل على كلام سائر البلغاء أنهم إذا زادوا حرفاً للترنم والإشباع كانت زيادته لا معنى لها في الغالب بخلاف كلامه سبحانه وتعالى فإن حروفه كلها لمعان وليست بزائدة انتهى.
وقد ذكر الشاطبي أمثلة القسمين المتقدمين بقوله:

وَهَا أنَا بِالتَّمْثِيْلِ أُرْخِي زِمَامَهُ لَعَلَّكَ تَمْطُوهَا زّلولاَ بِلا وَعْرِ
كَمَا العَالَمِيْنَ الدِّيْنَ بَعْدَ الرَّحِيْمِ نَسْـ ـتَعِيْنُ عَظِيْمٌ يُؤمِنُونَ بِلا كَدْرِ
سَجَى والضُّحَى تَرضَى فَآوَى وَمَا وَلَدْ كَبَدْ وَالبَلَدْ يُولَدْ مَعَ الصَّمَدِ البَرِّ
(١)
(١) قوله: ((أرخى زمامه)) الخ أرخى الستر أو غيره أرسله، وزمام الدابة الحبل الذي تقاد به ومطى الدابة وامتطاها، ركبها وعلاها والذلول السهلة الانقياد، والوعر الصعب ضد السهل بلا كدر، مصدر كدر الماء مثلث الدال كدارةً وكدار ضد صفا وسكن هنا لضرورة النظم.
انظر معالم اليسر ص٣٥ ولوامع البدر ورقة/ ٦١.
ومعنى الأبيات: الثلاثة أنها توضيح بضرب الأمثلة للقسمين المشار إليهما آنفاً لتتمكن في الذهن ويمكن تطبيقها.


الصفحة التالية
Icon