الثالث عشر: الاقتصار على أحد الوجهين الجائزين اللَّذين قرئ بهما في السبع في غير ذلك كقوله تعالى: (فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا)(١)، ولم يجيء رشداً في السبع وكذا (وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) (٢) لأن الفواصل في السورتين محركة الوسط وقد جاء (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ)(٣) بهما وبهذا يبطل ترجيحُ الفارسي(٤) قراءة التحريك بالإجماع عليه ونظير ذلك قراءة (تَبَّتْ [يَدَا](٥) أَبِي لَهَبٍ)(٦) إلا بالفتح لمراعاة الفاصلة.
إيراد الجملة التي رُدَّ بها ما قبلها على غير وجه المطابقة في الاسمية والفعلية كقوله تعالى: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)(٧) لم يطابق بين قولهم (آمَنَّا) وبين ما ورد به فيقول لم يؤمنوا وما آمنوا لذلك.
الخامس عشر: إيرادُ أحد القسمين غيرَ مطابق للآخر كذلك نحو (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)(٨) ولم يقل(الَّذِينَ كَذَبُوا).
السادس عشر: إيراد أحد جزئي الجملتين على غير الوجه الذي أورد نظيرُها من الجملة الأخرى نحو (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ)(٩).

(١) سورة الجن الآية: ١٤.
(٢) سورة الكهف الآية: ١٠.
(٣) سورة الأعراف الآية" ١٤٦.
(٤) انظر ملحق الأعلام رقم ١١.
(٥) في نسخة (ب) [يدي] والصواب ما ذكرناه حسب النص القرآني.
(٦) ١٠) سورة المسد الآية: ٣.
(٧) ١١) سورة البقرة الآية: ٨.
(٨) ١٢) سورة العنكبوت الآية: ٣.
(٩) ١٣) سورة البقرة الآية: ١٧٧.


الصفحة التالية
Icon