(١)
[كأعطى بها](٢).
الثاني لا تكون الآية على كلمة واحدة إلا ما وقعت قسماً في أول سورة بشرط المشاكلة لفواصل تلك السورة وذلك في أول سورة والطور والفجر والضحى والعصر وأما لفظة والتين في أول سورة التين إن كانت مشاكلة فلم عدها أحد وخرج بقيد المشاكلة ما كان غير مشاكل وهو والنجم والمرسلات والنازعات والشمس والليل فلم يُعدُّوا أيضاً لعدم المشاكلة وعَدَّ الشامي والكوفيون أول الرحمن وعدَّ الكوفيون أول الحاقة والقارعة آيات ولم يعدها الباقون وعدُّوا قوله تعالى (مدهامتان)(٣) آية مستقلة وهي المرادة بآية الخضر في قول الشاطبي كما أشار لذلك بقوله:

كأعْطى بها والآي فِي كِلْمَةٍ فَلا تُرَى غَيْرَ أَقْسَامٍ سِوَى التِّيْنِ فِي الحَصْرِ
وَأَوَّلُ مَا قَبْلَ المَعَارِجِ والتَّكَا ثُرِ اعْلمْ وَفِي الرَّحْمَنِ مَع آيَةِ الخُضْرِ(٤)
وقوله كأعطى بها من تتمة ما قبله كما مر ومن هذا المعنى حروف التهجي الواقعة في أوائل السور عند الكوفيين كما تقدم.
وبما تقرر حصل حَلُّ جُلَّ مشكلات الفواصل فإن قاعدة المشاكلة تكشفها أشد الكشف فيلزم الاعتناء بها والاهتمام بشأنها لأنها كالمعيار في هذا الفن لأن أكثر ما وقع فاصلة متشاكل ومتوازن إلا ما يقع نادراً وهذا معنى قول الشاطبي:
(١) ١١) هذان البيتان بيان لقاعدة تعرف بها الفاصلة وقد بينها الشارح في هذا التنبيه الأول فالبيت الأول بيان للقاعدة والثاني أمثلة له.
(٢) ١٢) سقطت هذه الجملة من (ب).
(٣) سورة الرحمن آية: ٦٤.
(٤) في هذين البيتين إشارة إلى التنبيه الثاني الذي أشار إليه الشارح وفيهما بيان لقاعدة أخرى تعرف بها الفاصلة ومعنى أقسام جمع قسم، والحَصر مصدر من حصر الشيء إذا استوعبه فيكون المعنى سوى التين في الاستيعاب أي في الاستقراء وتتبع جميع الأقسام التي في القرآن ومعنى قول الناظم آية الخضر يريد (مدهامتان) في سورة الرحمن لأن معنى مدهامتان مخضرَّتان.


الصفحة التالية
Icon