كما سيذكرها، ثم أنه يشير إلى عدد آيات السور في أوائلها بكلمات مبدوءة بحروف من حروف (أبي جاد) على طريقة حساب الجمَّل(١) وهي عشرون حرفاً يجمعها (أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قر) فالألف بواحد والباء باثنين وهكذا إلى الياء بعشرة والكاف بعشرين واللام بثلاثين وهكذا إلى القاف بمائة والراء بمائتين وذلك لأن كمية أعداد آيات أكبر سورة لا تبلغ ثلاثمائة آية فإذا خيف اللبس فصل بالواو كقوله:

وَفِي البَقَرَةْ في العَدِّ بَصْرِيُّهُ رضىً زكَا فِيْهِ ]وَصَفَا[(٢) وهْي خمسٌ عن الكثر الك الكُثرِ
أي أن عدد آيات سورة البقرة مائتان وثمانون آية عند البصرى كما دل على المائتين راء رضى وعلى السبع زَاى زكا وعلى الثمانين فاء فيه ثم فصل بالواو في قوله وصفا وقوله هي خمسُ عن الكثر أي أنها مائتان وخمسٌ وثمانون عند المرموزين بكلمة الكثر وهم المدنيان والمكي والشامي وبقي لمن سكت عنه وهو الكوفي ست بزيادة واحد على آخر مذكور من العدد وهو عدد الخمس، وهذا على قاعدته التي بَنَى عليها ما يأتي في أوائل السور، وحاصلها أنه إذا ذكر عدداً لإمام فغيره يروي العدد الذي هو أنقص بواحد حيث لم تتعدد الأعداد كقوله: والاسْرا لكوفٍ قد يَلِي اليُمْنُ، ومعناه: أن عدد آيات سورة الإسراء مائة وإحدى عشرة أية كما دل على المائة قاف قد، وعلى العشرة ياء يًلِي وعلى الواحد ألِفُ اليِمن فإذا أنقصنا واحداً كان الباقي مائة وعشر آيات للباقين فإذا تعددت الأعداد فإما أن يُزاد واحد على آخر مذكور كما في أول البقرة أو يُنقصَ واحد عن آخر مذكور أيضاً كقوله:
وَعَدُّ النَّسا شَامٍ عَلَى قَصْدِ زُلْفَةٍ وَسِتٌّ عَنِ الكُوفِي وَكُلٍّ عَلَى طُهْرِ
(١) سبق القول بتوسع على حساب الجمل في مقدمة الكتاب.
(٢) سقط هذا اللفظ من (ب) وما ذكر من (آ، ج)


الصفحة التالية
Icon