اختلافهم في موضعين الأول: البسملة عدها المكي والكوفي لانعقاد الإجماع على أن الفاتحة سبع آيات ولمشاكلة آخرها لأواخر آيات الفاتحة لوقوف حرف المد قبل آخر حرف منها ولأن لفظ الرحيم لم يرد في القرآن إلا رأس آية وللأحاديث المتقدمة عن أم سلمة(١) ولابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم وغيرهما كانوا يفتتحون بها القراءة ويعدونها آية فاصلة والسابعة عندهما (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) إلى آخره وإنما لم يَعُدَّا (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) لكونه غير مشاكل لأواخر الآيات ولم يرد آخر آية في سورة من سور القرآن.
الثاني: (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) عده المدنيان والشامي والبصري دون البسملة لأن الإجماع لم ينعقد على أن البسملة آية أول الفاتحة لما رُوي أن أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم [أنهم](٢) كانوا يفتتحون(٣) القراءة في الصلاة بأول الحمد دون البسملة بل انعقد الإجماع على عدم كونها آية في جميع السور وإن كانت مرسومة في أوائلهن حيث بم تعد مع جملة الآي فوجب حمل الاختلاف في عدهم لها أول الفاتحة على الاتفاق في عدم عدهم في غيرها من السور لأن حمل المختلف فيه على المجمع عليه أولى من عكسه وأما ما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام وهو أنه افتتح القراءة بالحمد لله دون البسملة وهو آخر المحفوظ(٤) من فعله عليه الصلاة والسلام انتهى من الشارح(٥).
مشبه الفاصلة المعدود، واحد وهو(المستقيم) والمتروك واحد أيضاً وهو (صِرَاطَ الَّذِينَ) وهذا معنى قول الشاطبي:
(٢) ما بين المعقوفين سقط من (آ).
(٣) انظر البيان للداني ورقة: ٣٧.
(٤) قوله: (آخر المحفوظ الخ) لعله أراد بهذه الجملة أنها ليست آية من الفاتحة وهذه الجملة أيضاً تحتاج إلى معرفة التاريخ.
(٥) لعل المراد بالشارح هو صاحب لوامع البدر مخطوطة ورقة: ١٠٥ وقد ذكر ذلك الداني في بيانه مخطوط ورقة ٣٧، ٣٨.