الثاني عشر: (وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ)(١) عده المكي لمشاكلته لـ (عليم) بعده، وهذا بناء على النص الذي جاء عن أهل مكة كما حكى عن ابن شنبوذ(٢) ولم يعد (وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)(٣) وهذا ضعيف كما سيشير(٤) إليه الشاطبي لأن التوقيف ورد بتعبير آية الدِّين بآية واحدة ولكون (وَإِنْ تَفْعَلُوا) إلى عليم أقصر من التي قبلها(٥) وهذا معنى قول الشاطبي، الآتي (وبالإبهام تفسيره يجري(٦) أي تفسير آخر آية الدِّين يجري بينهم بالإبهام لا بالتعيين وإلى المواضع المذكورة أشار الشاطبي بقوله:
أَلِيْمٌ دَنَا(٧)

(١) الآية: ٢٨٢.
(٢) انظر ملحق الأعلام رقم: ٥٩.
(٣) الآية ٢٠١.
(٤) أشار الناظم إلى ضعفه في قوله بعد (وبعضٌ).
(٥) فالصواب أن المكي موافق للجميع في عد (وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) وترك (شَهِيْد) للأسباب التي ذكرها الشارح.
(٦) قوله: وبالإبهام تفسيره يجري معناه: إن تحديد آخر آية الدين يجري بينهم بالإبهام لا بالتعيين وتقريره أن يقال: (بالنسبة لمن عد لفظ شهيد وهو بعض أهل مكة) لو سلم أن التوقيف ورد في آية الدين لكي لا نسلم أن آخرها (عليم) بل آخرها لفظ (شهيد) على ما نقله بعض أهل مكة ولا يعارضه ورود الحديث بأن آية الدين آية واحدة لأنهم لم يعينوا آخرها، فيجوز أن آية الدين معدودة من (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلى لفظ (شهيد) ويحتمل بأن يكون رداً عليهم بأن يقال: لا نسلم أن لفظ (شهيد) خاتمة الآية لآية الدين لم لا يجوز أن يكون خاتمتها لفظ عليم لأنه لا تعيين لآخرها مع تعلق ما بعدها بها، وإن لفظ عليم رأس آية باتفاق وحمل المتفق أولى، وبهذا يتبين لنا أن ما حكي عن ابن شنبوذ ضعيف. انتهى من لوامع البدر، بتصرف مخطوط ورقة ١١٥.
(٧) قوله (دنا): من الدنو وهو القرب أي العذاب الأليم كان قريباً للمنافقين، والجانب الجهة والناحية. والوَفْر بفتح الواو المال الكثير أو الغنى. انظر ترتيب القاموس ج٤ ص ٦٣٦.
بانَ: فعل، بمعنى ظهر، والأرز بفتح الهمزة بمعنى القوة أي في كلمة تتفكرون دليل ذو قوة يهدي إلى التفكر، ترتيب القاموس ج١ ص ١٤٠ ولوامع البدر.
والجزر: بفتح الجيم وسكون الزاي ضد المد أي إن عد كلمة القيوم واف في فن العدد بلا قصر.
انظر ترتيب القاموس ج١ ص ٤٨٥.
وقوله: (دنا) الدال رمز الشامي والجيم والألف من جانب الوفر رمز للمكي والمدني الأول.
وقوله: (بان) الباء رمز للمدني الثاني والجيم والألف من جاء الأمر رمز للمكي والمدني الأول.
وقوله: أنوار الألف رمز للمدني الأول، وقوله: بها هاد دليل، رمز للمدني الأخير والكوفي والشامي.
وقوله: واف بلا جزر، الواو والباء والجيم رمز للبصري والمدني الأخير والمكي.


الصفحة التالية
Icon