الترجمة الحرفية مستحيلة لا للبكم ولا لغيرهم، وإنما باب الإشارة واسع، باب الإشارة أوسع من الترجمة، والترجمة أوسع من النقل الحرفي، الترجمة أوسع من النقل الحرفي، والإشارة أوسع من الترجمة، فالترجمة أوسع.. ، الترجمة أقرب ما تكون إلى الرواية بالمعنى، أقرب ما تكون إلى الرواية بالمعنى، نعم.
يقول السائل: هل نظم الزمزمي لهذا المتن مطبوع متداول؟
نعم مطبوع ومشروح، وعليه حواشي، ومتداول في غير هذه البلاد، موجود في بلاد الحرمين متداول بكثرة، وحشّى عليه بعض علماء الحرمين، لا سيما علماء المسجد الحرام، نعم.
أحسن الله إليكم: أفضل كتاب ترشحونه في علوم القرآن؟
طالب العلم بحاجة إلى المختصرات، كما أنه بحاجة إلى المطولات، المختصرات هذا الكتاب الذي بين أيدينا مناسب، ومنظومة الزمزمي أيضاً يحفظها طالب العلم في مائة وما يقرب من ستين بيتاً، منظومة فيها التعاريف وفيها الأمثلة، والنظم يثبت وهو نظم سلس وسهل، سهل الحفظ، وأيضاً طالب العلم بحاجة إلى مطولات، يقرأ في الإتقان، ويقرأ في البرهان، يقرأ أيضاً ما كتبه العلماء في مقدمات التفاسير، فالطبري ذكر في مقدمة تفسيره مما يتعلق بعلوم القرآن ما لا يستغني عنه طالب علم، وكذلكم القرطبي ذكر من عيون المسائل المتعلقة بهذا الفن في مقدمة تفسيره، الحافظ ابن كثير ذكر بعض الشيء، مقدمة شيخ الإسلام ينبغي أن يكون طالب العلم على ذكر منها، وما كتبه شيخ الإسلام في الجزء الحادي عشر والثاني عشر مما يتعلق بكلام الله -جل وعلا- ينبغي أن يكون طالب العلم على معرفة به ودراية به.
أحسن الله إليكم: يقول: ما الفرق بين كتابي التحبير والإتقان للسيوطي؟
التحبير هو المؤلف الأول، وفيه أكثر من مائة نوع، والإتقان أوسع من التحبير، وضم بعض الأنواع إلى بعض، وأفاد من كتب لم يطلع عليها قبل حينما ألف التحبير، التحبير كتاب متقن ومحرر ومضبوط، لكن الإتقان فيه زوائد لا توجد في التحبير.
الصحيحة لأدنى اختلاف أيضاً فنحكم بتوهيم الرواة الثقات، نعم.
أحسن الله إليكم: يقول: المعروف يا فضيلة الشيخ أن المعوذتين نزلتا في حادث سحر النبي -صلى الله عليه وسلم-، نزل بهما جبريل -عليه السلام- في المدينة، فما هو الصارف إلى القول إنهما مكيتان؟
على كل حال الخلاف كما سمعنا موجود بين أهل العلم، والأكثر على أنهما إيش؟ مكيتان وإلا مدنيتان؟ نعم، من خلال ما سمعنا؟ نعم، الأكثر على أنهما مكيتان، ولا يمنع أن تنزلا بمكة، ثم يتوجه، يوجه النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يستعيذ بهما، ويعاذ بهما في المدينة، لا تلازم بين التعويذ بهما وبين نزلوهما، يعني ما هو بسبب النزول، هو ما حصل له -عليه الصلاة والسلام- من قصة السحر.
أحسن الله إليكم: يقول السائل: فضيلة الشيخ كتب التفسير تزخر بمرويات التابعين، فهل معنى ذلك أنها تبقى في حيز الضعف والإرسال رغم أن هؤلاء التابعين جالسوا الصحابة، وأخذوا عنهم خاصة الثقات كسعيد بن جبير ومجاهد وابن المسيب وغيرهم؟
أما ما يقوله التابعي من تلقاء نفسه تفسيراً وتوضيحاً لكتاب الله -عز وجل- فهو خير ما يعتمد عليه في التفسير بعد تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة وبأقوال الصحابة، فهم أعرف الناس بالتفسير بعد الصحابة، وأما ما ينقلونه عن الصحابة فهو أفضل منه إذا كانت الأسانيد نظيفة ومتصلة، وما ينقله التابعون عن النبي -عليه الصلاة والسلام- يرفعونه إليه فهو من المراسيل، والخلاف في المرسل معروف عند أهل العلم، الخلاف معروف، يقول:

واحتج مالك كذا النعمانُ به وتابعوهما ودانوا
احتجوا بالمراسيل لهذا الأمر الذي ذكر، التابعون أهل علم ودين وورع وتقدم وملازمة للصحابة، ولا يظن بهم أن يسقطوا واسطة ضعيفة، ولذا ينقل الطبري أن التابعين بأسرهم قبلوا المراسيل، ولم يعرف إنكاره حتى رأس المائتين، ولذا يقو الناظم -رحمه الله- الحافظ العراقي:
سجيل هنا سجيل.
ما يقول: السجيل فارسي والقسطاس رومي؟ طيب، السجيل ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾ [(١٠٤) سورة الأنبياء] لعله يأتي هذا.
"والقسطاس" يقول: "وجمعت نحو ستين وأنكرها الجمهور، وقالوا: بالتوافق"، يعني يوجد كلمات اختلف فيها هل هي أعجمية أو عربية؟ لا خلاف في كون القرآن نزل بلغة العرب، ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ [(١٩٥) سورة الشعراء] وجود مثل هذه الكلمات مع الألوف المؤلفة من كلمات القرآن، هل يخرجه عن كونه عربي؟ نعم؟
طالب: لا.
نعم، قد توجد الكلمة في قصيدة ويقال: هذه القصيدة بالعربية، هذه الكلمات التي نحو الستين لا تخرج القرآن عن كونه عربي، يعني معدل كل عشر صفحات كلمة، نعم.
صحيح.
كل عشر صفحات كلمة، هذه لا يخرجه عن كونه عربياً، منهم من ينفي ويقول: لا يوجد لفظة في القرآن بغير العربية، ومحل الخلاف في الألفاظ، أما التراكيب الأعجمية فليست موجودة إجماعاً، جمل أعجمية لا توجد إجماعاً، أعلام أعجمية موجودة اتفاقاً، الخلاف في هذه الألفاظ التي ليست أعلام ولا تراكيب، منهم من قال بالتوافق، يعني هذا مما توافقت فيه اللغات، تكلم فيه العرب وتكلم فيه غيرهم على لفظ واحد.
"الثالث: المجاز" والخلاف في المجاز كبير لا يحتمله هذا المقام، وأنتم تعرفون رأي شيخ الإسلام وابن القيم وتشديدهم في هذا والشنقيطي وجمع من أهل العلم، ولا نريد أن ندخل في هذا الموضوع؛ لأن المسألة معروفة فيما ذكرت في مناسبات كثيرة، وجمع من أهل العلم غفير أيضاً يرون وجود المجاز في لغة العرب وفي النصوص، ومنهم من ينفيه عن النصوص ويثبته في اللغة، ومنهم من ينفيه مطلقاً، لكن المؤلف أثبته.
نقول: الحكم المناسب في وقت نزول المنسوخ نعم هو ما يقرره النص المنسوخ، يعني يصلح هذا الحكم لهذا الظرف، لكن بعد وقت هذا الحكم لا يصلح لهذا الظرف، نعم، فمثلاً آية إقرار شرب الخمر مثلاً في بداية الأمر، والتساهل فيه ثم التدريج في نسخه، يعني في مثل قوله -جل وعلا-: ﴿لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى﴾ [(٤٣) سورة النساء]، هذا نهي عن قربان الصلاة وقت السكر، لكن هذه الآية نسخت ﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾ [(٩٠) سورة المائدة] فالمناسب في أول الأمر أن يؤتى بالتدريج، يكون النسخ تدريجي؛ لأنهم ألفوا هذا الداء، ألفوه ويصعب اجتثاثه منهم، نعم، لكن لما جاء الظرف المناسب منع بالكلية.
الرافضة تبعاً لليهود يقولون: النسخ لا يجوز؛ لأنه يدل على أنه ظهر لله -جل وعلا- وبدا له -يسمونه البداء- ما لم يكن ظاهراً في أول الأمر، ما كان خفياً عليه، تعالى الله عما يقولون، وينفون النسخ من أجل هذا، وبعض المفسرين وليس بمفسر، بل وليس من أهل العلم الشرعي، وإن كتب في التفسير وكتب في بعض المباحث الشرعية عنوان عنده: "النسخ ولا نسخ في القرآن" تبعاً لهذه الدعوى، النسخ ولا نسخ في القرآن، الله -جل وعلا- يقول: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ﴾ [(١٠٦) سورة البقرة]، والنسخ ثابت ثبوتاً قطعياً من خلال الأدلة النظرية والعملية، مسألة البداء التي يتشبثون بها، وأنه بدا لله وظهر له ما كان خافياً عليه هذا الكلام ليس بصحيح، الله -سبحانه وتعالى- يعلم ما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون؟ يعلم ما لم يكن، قد يقول قائل: إن ما لم يكن ليس بشيء فلا تتعلق به مشيئة ولا إرادة ولا علم، نقول: في قوله -جل وعلا-: ﴿وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ﴾ [(٢٨) سورة الأنعام]، نعم يعلم أنهم لو ردوا لعادوا مع أنهم ما هم مردودين، وهذا لن يكون.


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
واحتج مالك كذا النعمانُ به وتابعوهما ودانوا