تفسير أضواء البيان في أحكام القرآن غالباً، وفيه مباحث لغوية وبيانية وغيرها من المباحث التي يحتاجها المفسر، لكن هو معدود في كتب أحكام القرآن، يعني استنباط من القرآن، على طريقة الفقهاء المجتهدين والشيخ نحسبه من أهل الاجتهاد، فليس من قبيل التفسير بالرأي، إنما هو استنباط من القرآن في جملته، وهو معتمد على كتب الأئمة المتقدمين يفاضل ويرجح بين أقوالهم، ويوجه ويختار ويرد ويفند، فهو دور الشيخ يعني إذا قلنا: إن نسبة سبعين أو ثمانين بالمائة من أضواء البيان مأخوذ من تفسير القرطبي، وأخذ بقية ذلك من الكتب، ويستقل -رحمه الله- بالتوجيه والاختيار الموفق الذي غالباً ما يقول فيه: قال مقيده -عفا الله عنه-، هذه اختيارات الشيخ، والشيخ من أهل النظر في هذا الباب، وهو مجتهد إن أصاب له أجران، وإن لم يحالفه الصوب له أجر واحد، والآلة مكتملة عنده.
وأما تفسير الشيخ ابن سعدي فهو اعتمد على كتب التفاسير الموثوقة اعتمد عليها اعتماداً كلياً، وصاغها بأسلوبه المناسب لأهل العصر، فالكتاب في أصله مأخوذ من كتب أهل العلم، وقد اعتمد عليهم، مع ذلكم صاغه بأسلوبه، وله استنباطات وتوجيهات يستقل بها كغيره من أهل العلم، العالم وإن نقل وإن اختصر، وإن شرح لا بد أن يبقى له بصمات ظاهرة، هذا إذا كان عالم ليس مجرد نقال، إذا كان عالم لا بد أن تكون له هناك بصمات ظاهرة على المؤلَف، نعم.
أحسن الله إليكم: هل تنصحون طالب العلم بحفظ هذه الرسالة المختصرة أم يفهمها؟
يعني مثل هذه الرسالة يفهمها طالب العلم، ويراجع عليها الكتب الأخرى، ويضيف ما يحتاج إلى إضافته، ويحفظ مع ذلك منظومة الزمزمي؛ لأن منظومة الزمزمي نظم لما في النقاية من علوم القرآن.
أحسن الله إليكم: ذكر المصنف أن من القرآن فاضلاً ومفضولاً باعتبار كلام الله في الله، وكلامه في غيره، فهل يجوز على كلام أهل اللغة أن يقال: إن هذه الآية أفصح من تلك؟ أو أن هذه الآية أبلغ من تلك؟
أحسن الله إليكم: يقول السائل: فضيلة الشيخ الذي أنزل في أثناء الهجرة مثل قوله تعالى: ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾ [(٤٠) سورة التوبة] الآية، هل هو مكي أم مدني؟
هذا الحد الفاصل، هذا الحد الفاصل وإذا عرفنا أنه في هذا الوقت نعم، نعم وعرفنا الفائدة من معرفة المكي والمدني التقدم والتأخر، فالمسألة مجرد اصطلاح يعني تسميته مكي أو مدني عرفنا الوقت بدقة، أنها نزلت في هذا الوقت، ومن أجل معرفة الوقت عنوا بمعرفة المكي والمدني، فهذه معرفة تفصيلية تقضي على المعرفة الإجمالية، المعرفة الإجمالية كون هذه الآية مكية أو مدنية والمكي يمتد لمدة ثلاثة عشرة سنة، والمدني يمتد لمدة عشر سنوات، إذا عرفنا اللحظة أو اليوم أو الوقت الذي نزلت فيه، هذا أخص، وهذا يقضي على المعنى الأعم، لكن المسألة اصطلاحية، فالشروع في الشيء نعم، هاجر.. ، متى نقول: هاجر النبي -عليه الصلاة والسلام-؟ إذا أراد أن يهاجر، أو إذا باشر الهجرة، أو إذا فرغ من الهجرة الذي هو طريق الهجرة؟ ولكل ما يؤيده، في النصوص أيضاً يطلق الفعل الماضي ويراد به إرادة الشيء، وحينئذ تكون الهجرة بدأت من إرادتها، أو من الشروع فيها، وهذا أيضاً قول له حظه من النظر، وله ما يؤيده، أو من الفراغ من فعل الهجرة الذي هو الانتقال، وهذا هو الأصل في الفعل الماضي، هذا هو الأصل في الفعل الماضي أن يكون زمنه قد تقدم، لكن الأظهر أن هذه الآية تكون من المدني.
أحسن الله إليكم: يقول السائل: فضيلة الشيخ هنالك عدة طبعات لتفسير ابن كثير فما أفضلها في نظركم؟
الطبعات لتفسير ابن كثير كثيرة جداً، لكن من أصحها -إن لم نجزم بأنها الأصح- طبعة ظهرت حديثاً في خمسة عشر جزءاً طبعت في مصر في مكتبة أولاد الشيخ، عاد ما أدري الشيخ من؟ لكن بهذا الاسم محققة ومقابلة على النسخ ومخرجة ومعتنى بها في خمسة عشر جزاءً.
"وإضمار" إضمار مثلوا له بقوله: ﴿اسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ [(٨٢) سورة يوسف] تضمر مضاف وهو أهل القرية، وهذا على القول، يعني تواطئوا عليه في إثبات مجاز الحذف، وإن كان سؤال القرية ممكن، ويمكنها أن تجيب بلسان الحال، وعلي سأل القبور ووجد الجوب، وإن لم يكن بلسان الحال، بل بلسان المقال.
"وزيادة" يمثلون ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ﴾ [(١١) سورة الشورى] الكاف هذه يقولون: زائدة، ليس كمثله مع أن زيادتها للتأكيد، فنفي مثل المثل أبلغ من نفي المثل، وحينئذ لا تكون زائدة، لا تكون زائدة؛ لأن وجودها هي بمعنى مثل، الكاف كاف التشبيه مثل مثل، نعم، فنفي مثل المثل أبلغ من نفي المثل، إذا كان زيد لا يوجد لنظيره مثيل إذاً لا يوجد له مثيل.
"وتكرير" ﴿كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ﴾ [(٤-٥) سورة النبأ] يعني هل التوكيد يدخل في المجاز؟ نعم، هل هو استعمال للفظ في غير ما وضع له؟ نعم؟ يدخل في المجاز التكرير؟ التوكيد يدخل في المجاز؟ استعمال اللفظ فيما وضع له، قد يحتاج المخاطب أن يكرر له الكلام من باب التأكيد.
"تقديم وتأخير" تقديم وتأخير ﴿فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ﴾ [(٧١) سورة هود] فضحكت فبشرناها بإسحاق الأصل أن الضحك مبني على البشارة، يعني بشرت قبل ثم ضحكت، هذا على قول بأن الضحك هو الضحك المعروف، ومنهم من يقول: إن معنى ضحكت حاضت هذا قول معروف عند أهل العلم.
"تقديم وتأخير وسبب" سبب يعني تطلق المباشرة ويراد بها التسبب، كما تقول: بنى الأمير، بنى الأمير، يعني أمر وتسبب بالبناء، عمر ها المسجد ذا تسبب، ﴿يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ﴾ [(٤) سورة القصص] هل تولى هو بنفسه تذبيح الأبناء أو أمر به؟ تسبب.
بحث علوم القرآن للمجاز يختلف تماماً عن البلاغة.
من أي وجه؟
مثل إدخال التكرير والتقديم والتأخير...
إيه، ما له وجه، ما له وجه.
فهم يتشبثون بمثل هذا تكثيراً لمناقب علي -رضي الله عنه-، وليس بحاجة إلى مثل هذا، مناقبه الثابتة تغني عن مثل هذا، هو أمير المؤمنين، وصهر النبي -عليه الصلاة والسلام-، والخليفة الراشد، أمرنا بالاقتداء به، لكن افترق الناس فيه، يقول الناظم:
...................................... فعليه تصلى النار طائفتانِ

إحداهما لا ترتضيه خليفة وتنصه الأخرى إلهاً ثاني
فمثل هذا لا شك أن هذا طرفي نقيض، جفاء، جفاء إفراط وتفريط، نسأل الله العافية، ومناقبه أشهر من أن تدعم بمثل هذا، نعم.
أحسن الله إليكم: قال -رحمه الله تعالى-:
ومنها ما يرجع إلى المعاني المتعلقة بالألفاظ، وهو ستة: الفصل والوصل، مثال الأول: ﴿وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ﴾ [(١٤) سورة البقرة]، مع الآية بعدها، والثاني: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ* وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾ [(١٣ - ١٤) سورة الانفطار]، الإيجاز والإطناب والمساواة مثال الأول: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ [(١٧٩) سورة البقرة]، والثاني: ﴿أَلَمْ أَقُل لَّكَ﴾ [(٢٨) سورة القلم]، والثالث: ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾ [(٤٣) سورة فاطر].
السادس: القصر ومثاله: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ﴾ [(١٤٤) سورة آل عمران].
ومن أنواع هذا العلم: الأسماء، فيه من أسماء الأنبياء خمسة وعشرون، والملائكة أربعة، وغيرهم: إبليس، وقارون، وطالوت، وجالوت، ولقمان، وتبع، ومريم.. ، ابنة عمران وإلا وعمران؟.
وعمران.
أحسن الله إليك:
وعمران، وهارون وعزير، ومن الصحابة زيد.
الكنى لم يكن فيه غير أبي لهب، الألقاب: ذو القرنين، المسيح، فرعون.


الصفحة التالية
Icon