يبدأ بمثل هذه الرسالة، ومع مقدمة شيخ الإسلام؛ لأنها مكملة، مقدمة شيخ الإسلام فيها من المباحث ما لا يتعرض له مثل السيوطي، مما يعنى به شيخ الإسلام من الاهتمام بأصول العلم، وما يتعلق بكتاب الله -جل وعلا- باعتباره كلامه، يعنى بمقدمة شيخ الإسلام، وهذه المقدمة اليسيرة، ويدرسها، ويحفظ التعاريف، هذا إن كان أراد أن يقتصر على هذا المتن، وقلنا مراراً: إنه لو حفظ منظومة الزمزمي كان أولى، ثم بعد ذلك يقرأ ما هو أوسع من ذلك، يقرأ في التحبير والإتقان والبرهان، وغيرها من كتب علوم القرآن.
نقف هنا لامتداد الوقت، وكثير من الأسئلة أيها الإخوة يأمل من فضيلة الشيخ يعني أن يعيد بعض النقاط في الشرح ونعتذر لهذا عن فضيلة الشيخ؛ لأن الإعادة تذهب بالوقت، وتضيع علينا بعض الأسئلة، ثم إن المحاضرة كبقية الدورة كلها مسجل ومحفوظ في أشرطة، فإن شاء الله بعد أسبوع تكون موجودة في محلها من التسجيلات، ونرجئ الأسئلة إلى الغد، ونسأل الله -جل وعلا- أن يضاعف مثوبة شيخنا، ويجزيه عنا الجزاء الأوفى، ونشكر لكم حضوركم، ونسأل الله أن يثيبكم، وأن يجعل عملكم خالصاً لوجه الله الكريم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فنحيي فضيلة شيخنا في هذه الليلة الثانية من درسه المبارك في شرح رسالة أصول التفسير المستلة من كتاب الحافظ السيوطي (النقاية) نقرأ يا شيخ.
بس نريد أن ننبه إلى أن الطلب ملح إلى إكمال الكتاب، نعم.
طيب جزاكم الله خيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أقول: إذا ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- شيء فلسنا بحاجة إلى غيره، ما دام ثبت أن الصلاة على الجنازة بقيراط، إتباعها وشهود دفنها قيراط، فعلى المسلم أن يحرص ولا يفرط بهذه القراريط حسب القدرة، ظروفنا تختلف عن ظروف من تقدم، ظروفهم صعبة، وظروفهم شاقة، لكن ظروفنا ميسرة، أيضاً نحن بحاجة إلى مثل هذه القراريط أكثر منهم، أكثر منهم لما عندنا من تفريط، وعندنا مخالفات نحتاج إلى شيء نكفر، شيء نضعه في موازيننا، هذه القراريط تنفعنا يوم نلقى الله -جل وعلا-، الصلاة على القبر أيضاً له أصل، النبي -عليه الصلاة والسلام- صلى على القبر، ويكفينا هذا أصل في أن نصلي على الجنازة إذا فاتتنا على القبر، فالحث على تتبع الجنائز من خلال بيان الأجر المرتب على الصلاة، والصلاة على القبر أجرها أيضاً عظيم، والنبي -عليه الصلاة والسلام- فعلها.
أحسن الله إليكم: يقول: هذا سؤال يجعل الحليم حيران -كذا كتب- ما حكم ما يسمى بدورات البرمجة اللغوية العصبية، أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
القراءة الشاذة سمعنا في كلام المؤلف أنه لا يجوز القراءة إلا بالمتواتر، وأهل العلم ينصون على أنه لا تجوز الصلاة بقراءة خارجة عن مصحف عثمان، وكذا لا يتعبد بالقراءة التي لم لا يحويها دفتا المصحف الذي أجمع عليه الصحابة، لكن تروى على أنها ثابتة عن ذلك الصحابي كونها يقرأ بها أو يستفاد منها في التفسير أو في توضيح معنى هذا شيء آخر، وعرفنا ذلك تفصيلاً فيما سبق.
أحسن الله إليكم: يقول السائل: هل يجوز لي أن أقرأ بأكثر من قراءة في قراءتي؟
التلفيق بين القراءات الأصل أن يعتمد الإنسان قراءة واحدة، وأي قارئ من السبعة قلده وقرأ بقراءته أصاب؛ لأن جميع هذه القراءات يحتملها الرسم العثماني، وهي ثابتة بطريق التواتر قطعية، نعم، فهي قراءات على كل حال، فبأي قراءة منها شئت فاقرأ، لكن التلفيق بين قراءة وقراءة نعم لا يستحسنه أهل العلم؛ لأن القرآن لا يوجد بهذه الكيفية الملفقة، نعم إنما يوجد على وتيرة واحدة بقراءة واحدة، وكون الإنسان يقرأ بالقراءات كلها ويضبط القراءات كلها هذا منقبة له بلا شك نعم، لكن ما يقرأ في الصلاة أمام العامة بقراءة لم يألفوها فيحصل عندهم ما يحصل من شك أو ريب هذا من باب السياسة الشرعية وإلا فالأصل الجواز، لكن أيضاً بعد إذا لفق بين القراءات في صلاة واحدة نعم، ولنفرض في هذه البلاد لفق بين أكثر من قراءة لن يرضى عنه إلا من يعرف هذه القراءات ويقر في قلوبهم ما يقر من شك، ولو قرأ في بلد آخر يعتمدون قراءة ثانية كذلك لوجود الاختلاف، لكن كونه على قراءة واحدة فحينئذ يكون أصاب الصواب وأصاب المحز، وقرأ بقراءة ثابتة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- بطريق القطع والتواتر.
أحسن الله إليكم: ما قولكم في كتاب أحكام القرآن للجصاص، وما أحسن طبعاته؟
"ومن أنواع هذا العلم: الأسماء، فيه من أسماء الأنبياء خمسة وعشرون" وهم: آدم، ونوح، وإدريس، وإبراهيم الخليل، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، ولوط، وهود، وصالح، وشعيب، وموسى، وهارون، وداود، وسليمان، وأيوب، وذو الكفل، ويونس، وإلياس، واليسع، وزكريا، ويحيى، وعيسى، ومحمد -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-، فيهم الأسماء العربية وفيهم الأعجمية، وكلهم ممنوعون من الصرف إلا ستة: صالح، ومحمد، وشعيب ها؟ ونوح، ولوط، وهود، ستة.
"والملائكة أربعة" هم: جبرائيل، وأيضاً ميكائيل، وأيضاً هاروت وماروت، هاروت وماروت، مالك، ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ﴾ [(٧٧) سورة الزخرف] نعم، "وغيرهم" يعني غير الأنبياء والملائكة إبليس اللعين، وقارون المتكبر بثرواته، وطالوت الذي جعله الله ملكاً على بني إسرائيل، وجالوت الذي قتله داود، ولقمان الحكيم، وتبع، ومريم ابنة عمران، وعمران أبوها، وهارون، ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾ [(٢٨) سورة مريم]، ليس المراد به النبي، ولذا هو من غير الأنبياء، هارون أخو موسى من الخمسة والعشرين الأنبياء، وهنا هارون أخو مريم، ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾ فهو ليس من الأنبياء، وعزير، "ومن الصحابة زيد"، ولا يوجد ولم يذكر من الصحابة إلا زيد، ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ﴾[(٣٧) سورة الأحزاب] إلى آخرها.
فيه من الكنى.. ، ليس فيه إلا.. ، لم يكن فيه غير أبي لهب، ولا شك أن ذكر الشخص بكنيته أقوى تشريف له أن يذكر بكنيته، يعني بدلاً من أن تقول: يا سعد، يا عمرو، يا أبا سعيد، يا أبا محمد وهكذا، لكن هنا أولاً: لأن اسمه محرم (عبد العزى) معبد لغير الله -جل وعلا-، فذكره بالكنية لأن الاسم محرم، الأمر الثاني: أنه في كنيته ما يدل على مآله وهو اللهب نعم وهو اللهب.
"وفيه من الألقاب ذو القرنين"، لقب، وهو الاسكندر، يقولون: لقب ذلك لذؤابتين كانتا له، وقيل أيضاً: كان له قرنان، وقيل: لأنه طاف قرني الأرض.


الصفحة التالية
Icon