بمعنى أن هذا الأداء ثبت بطريق قطعي ولو لم يكن نقلاً إنما كان بالعمل والتوارث، بمعنى أن قراءة مثلاً نافع على طريقة معينة، سمعها عن جمع من الصحابة، وسمعها منه جمع ممن يروي عنه بنفس الأداء، إذاً قراءة نافع ثبتت بطريق التواتر نقلاً وأداءً، وكذلك غيره من القراء السبعة، كم من الأمة من يقرأ بطريقة نافع مثلاً؟ ألا يحصل القطع بعددهم؟ وقل مثل هذا الكلام في ابن كثير وأبي عمرو وغيرهم، على الصفة التي تلقوها عن شيوخهم، كلام مفهوم وإلا ما هو بمفهوم؟ الآن حجة من يقول: إنما كان من قبيل الأداء لم يتواتر، إيش معنى هذا؟ معنى هذا أنك تجزم بأن القرآن من عند الله -جل وعلا- لكن تؤديه كيفما شئت...
المقصود أن الإنسان بشخصه وذاته وعمله يُقوّم، فإذا كان عمله متضمن للشرطين الإخلاص لله -عز وجل- إئتساء واقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام- ولو تسمى بصوفي، ولو تسمى.. ، ما يمنع إذا كان نظره إلى الصوفية، أو عاش في بيئة يكثر فيها هؤلاء، ورأى أنه لا بأس من التسمي بهذا الاسم وطابق عمله ما جاء عن الله وعن رسوله، وعلى كل حال الاسم عرفاً عند أهل العلم مذموم، عرفاً عند أهل العلم مذموم؛ لأنه كثر في صفوف من تكثر مخالفتهم لما جاء عن الشارع، فالاسم مذموم عرفاً عند أهل العلم، وإلا فالاسم إذا نظرنا إليه في الأصل وادعى المتسمي به أنه من الصفاء، ونظرنا إلى عمل هذا الرجل وجدناه مطابق لما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يشتمل على بدعة، مخلص لله -جل علا-، مقتفي لأثر نبيه -عليه الصلاة والسلام- فلا يذم ولا يلام، إلا من حيث التسمية، والتسمية لا أثر لها لا سيما إذا نظر إلى أن معناها أنها من صفاء القلب أو عاش في بيئة كثروا فيها، ورأى أن التسمية أمرها يسير، لكن مثلما قررنا أنها عرفاً عند أهل العلم لحقها الذم؛ لأن أكثر من تسمى بها كثرت مخالفاتهم لما جاء عن الله وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام-.
أحسن الله إليكم: ما أفضل الكتب في إعراب القرآن؟ وما أجود طبعة له؟
المتقدمون لهم كتب في الإعراب، النحاس له إعراب، العكبري له إعراب، لكن إعراب القرآن عند المتقدمين يصلح لطالب العلم المتمكن المتأهل؛ لأنه يحسن التعامل معها، وبعضهم يعرب بألفاظ قد لا تكون متداولة بين المتأخرين، وهذا شأن المتقدمين، يعني لو قرأت في تفسير الطبري وجدته يعرب بعض الكلمات باصطلاحات لا نعرفها، ولا يعرفها آحاد المتعلمين.


الصفحة التالية
Icon