( أَيْضا قُرَّاتُ أَعْيُنٍ لِجَمْعٍ تُمْضَى ): أي قرأها ممن مضى من المتقدمين بالجمع أي: (قُرَّاتُ أَعْيُنٍ ): في سورة السجدة ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾السجدة١٧ قرأها بعضهم بالجمع ( قُرَّاتُ أَعْيُنٍ لِجَمْعٍ تُمْضَى) قرأت بالألف، والألف يحتملها الرسم. لكن التاء ﴿ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ هل كتبت بالتاء المفتوحة أو التاء المربوطة؟ في الأصل في الآية؟
جاءت بعض التاءات التي على صورة الهاء المضمومة هذه مربوطة؟ قرة أعين؟ إذن لا يحتملها الرسم؛ لأنها لو كانت التاء هذه غير مربوطة لاحتملها الرسم؛ لأن الألف هذه سهلة: المجلس والمجالس يحتملها الرسم عندهم ( تُمْضَى ).
( واتَّبَعَتْهُمْ بَعْدَ ): التي في سورة الطور ( واتَّبَعَتْهُمْ بَعْدَ ذُرِّيَتِهِمْ ) قرأها أبو عمرو :( واتبعناهم ذرياتهم ).
في سورة الرحمن:( رَفارِفَاً عَبَاقِرِيَّ جَمْعُهُمْ ): في سورة الرحمن ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ﴾الرحمن٧٦ قرأه السبعة بالإفراد، وبالجمع رويت عن عثمان-رضي الله تعالى عنه-والجحدري وابن محيصن :( رفارف وعباقري ) الجمع ( جَمْعُهُمْ ):
والسبعة القرأ ما قد نقلوا | متواتر بغيره لا يعمل |
أعني بذا في الحكم ما لم يجر | مجرى التفاسير و إلا فادرِ |
يقول: ألا يحمل قول ابن الجزري:والأخذ بالتجويد حتمٌ لازمٌ | من لم يجود القرآن آثم |
على اللحن الجلي الذي يحيل المعنى؟ لا هم يريدون غير هذا. والله إن كان التجويد من مقتضى القراءة المأمور بها يعني على الوجه المأمور به من الترتيل فالأصل في الأمر :( رتل) أنه للوجوب، ومع ذلك جاءت القراءات على وجوه مختلفة مها الحدر، وأهل العلم يجيزون الهذ أيضاً، وإن اختلفوا فيه لكن:( اقرأ ورتل كما كنت تقرأ هذاً كان أو ترتيلاً) هذه رواها الإمام أحمد والدارمي بإسنادٍ حسن.