أدرك ما فيها من علم، على طريقتهم_رضوان الله عليهم_ يقول أبو عبد الرحمن السُلمي: "حدثنا الذين كانوا يقرؤننا القرآن _وذكر من ذكر منهم_ أنّهم كانوا لايتجاوزون عشر الآيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل"، إضافة إلى حفظ الحروف حفظ الحدود والحقوق، من عني بهذا ولم يكتفي بحفظ الحروف، حفظ الحروف في غاية الأهمية، وهو مُعينٌ على فهم كلِّ علم وتيسير كلِّ فهم، لكن هل القرآن أنزل لمُجرد حفظهِ حفظ الحروف أو تلاوتهِ فضلاً عن اتخاذهِ مصدر رزقٍ وكسب في المأتم والأفراح وغيرها، مُجرد تلاوة القرآن تُعبد بها ورُتب على ذلك الأُجور العظيمة، كلّ حرف عشر حسنات، والله يُضاعف لمن يشاء،( والله يضاعف لمن يشاء)، فقراءة القرآن فقط دون قدر زائد الختمة الواحدة أكثر من ثلاثة ملايين حسنة على القول: بأن الحرف حرف المبنى، وأما على القول بأن الحرف حرف المعنى: فتزيد عن سبعمائة ألف حسنة، وعلى التقديرين فالأجرُ عظيم جداًا، والله يضاعف من يشاء، قد يصحب هذه التلاوة من تعظيم الله وتعظيم كلامه ما يجعل الحسنة الواحدة من هذه العشرات سبعمائة ضعف، وجاء في المُسند حديث ضعيف تكلم فيه أهل العلم :((أن الله لَيضاعف لِبعضِ عباده إلى ألفي ألفي حسنة))، (....)تتصور إنّها خزائن المخلوقين التي تنفذ بالعطاء إذا كان آخر من يدخل الجنّة يقال له: تمنى فتَقصُر به الأماني، فيُقال له: هل تريد ملك أعظم ملك من ملوك الدنيا، يقول: نعم، يفرح بذلك، هذا آخر من يدخل الجنّة، آخر من يخرج من النّار ويدخل الجنّة، فيُقال: لك مِثله، لك هذا وعشرة أمثاله، ففضل الله عظيم ولا يُحدّ لكن أروا الله منكم خيرًا، .
وجاء في الصحيح عن عبد الله بن عمرٍ قال: سمعت النبيّ_ صلى الله عليه وسلم_ يقول:((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، ومُعاذ، وأبي بن كعب)).


الصفحة التالية
Icon