لمن بهذا العلم (يحير): يحتار لأنّه ما عنده شيء، إذا سمع شيء يسمعه لأوّل مرة، ولا يدرك أطرافه وأبعاده فيحتار في فهمه وتقريره، ويحير معناها: يحتار والأصل يحارُ، من حار يحارُ، وأما يحير فالإتيان به على هذه الصيغة من أجل الوزن، الوزن فقط، والفعل" حار يحارُ إذا اضطرب، وتحير، ولم يدري ماذا يصنع".
(أفردتها): يعني أخذتها، وجعلتُها بعد أن كانت مضمومة إلى غيرها، أخذتُها وجعلتُها فردًا مستقلة عن غيرها.
(أفردتُها نظمًا): لا نثرًا كالأصل، أفردها نظم، أفردها من "النُقاية"، ثمّ نظمها، أخذ ما يتعلق بعلوم التفسير، وعلوم القرآن من " النُقاية" للسيوطي الكتاب الذي سبق وتحدثنا عنه مما يشتمل على أربعة عشر فنًا، أفرد هذا الفن ثمّ نظمه.
أَفْرَدْتُها نَظْمَاً مِن النُّقَايَةْ.........................
(أفردتُها نظمًا من النُقاية): وعرفنا أن " النقاية" متون، عبارة عن متون مجموعة لأربعة عشر فن من الفنون سردناها في أوّل الدرس و(النُقاية): بضم النون كالخلاصة وزنًا ومعنا.
.......................... مُهَذِّباً نِظَامَها في غَايَةْ
نعم ألفاظ هذه المنظومة مهذبة، ونظمها سلس، سلس يعني لو يُحفظ الأطفال مثل هذا بدلاً أن يحفظوا أناشيد وأمور لا تهمُهم ولا تعنيهم، يعني يُحفظ مثل هذا، يُحفظ مثل سلم الوصول ويجعلهم يكررونها، ويتغنون بها، وإذا كبروا فهموها و... أفضل لهم بكثير من بعض ما يحفظونه مما يُتلقى من وسائل الإعلام؛ بل حتى في دروس المدارس يحفظون وتحشر أذهانهم بمقاطيع لا تفيدهم فلو جُعل مثل هذه المناظيم تُحفظ في الصفوف الأوّلى استفاد منها طلاب العلم الشيء الكثير، وصار لديهم حصيلة علمية وإن لم يفهموها في أوّل الأمر يُخزنوها، ويحفظوها، ثمّ بعد ذلك يهيأ لهم من يُوضحُها لهم.


الصفحة التالية
Icon