القرآن من نظر في التفاسير المعتبرة المُتلقاة المؤلفة من قبل أهل العلم الموثوقين، فيندُر أن تجد، قليل، هو موجود، لكن قليل بالنسبة للعلوم الأخرى، العناية بكتاب الله من حيث فهم معانيه، وتدبر معانيه
فتدبر القرآن إن رمتَ الهدى | فالعلم تحتَ تدبر القرآنِ |
يكتفي بمجرد حفظ القرآن، وضبط القرآن، وتجويد القرآن، وبعضهم يزيد على ذلك فيقرأه على قراءات متنوعة ويضمن لنفسه أنّه أُجيز بالقرآن من عدّة شيوخ ثم بعد ذلك، نعم هو من أهل القرآن لعنايته بالقرآن؛ لكن كما قال ابن القيم _رحمه الله تعالى_:"أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته هم الذين لهم العناية بتَعَلُمِ القرآن، وتَعِليم القرآن، وتدبر القرآن، والعمل بالقرآن وإن لم يحفظوه" كما يقول ابن القيم _رحمه الله تعالى_؛ لكن حفظ القرآن خصيصة من خصائص هذه الأمّة، جاء في وصفها: أن أناجيلها في صدورها،
﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾(١)، حفظ القرآن من خصائص هذه الأمة وإن زعم من زعم من المفتونين أن حفظ القرآن من سيما الخوارج. أقول: عدم حفظ القرآن من سيما المبتدعة، تجد آيات في بعض الطوائف علماء كبار يزعمون أنّهم آيات، ويصفونهم بالأوصاف، ويلقبونهم بالألقاب ومع ذلك لا يُعنون بالقرآن، ولا يحفظون القرآن؛ لتأويل باطل عندهم.
المقصود أن العناية بحفظ كتاب الله اتجهت إليها عناية طلاب العلم والعلماء في العصور المتأخرة بالنسبة للعصر الحديث، وإلا يندُر أن يوجد حافظ في بلد إلا عدد يسير في كل بلد من البلدان ثمّ بعد ذلك يسير الله-جل و علا- هذه الجماعات التي تُعنى بتحفيظ القرآن وحصل على يدها الخير الكثير.