وإلا فالأصل أن هذه البحوث من أهم أنواع علوم القرآن، فقد يقول قائل: لماذا لا تكون المقدمة هي الباب الأول، أو العقد الأول؟
لأن فيها مباحث مهمة جداً. لكنه قال:

وقَبْلَها لا بُدَّ مِنْ مُقَدِّمَةْ بِبَعْضِ ما خُصِّصَ فيهِ مُعْلِمَةْ
يعني لو استعمل المقدمة لمسائل من أهم مسائل هذا العلم المفترض أن تبحث في باب مستقل أو عقد مستقل ؛ لأنه من أهم ما يبحث في هذا العلم؛ لأن فيه تعريف للقرآن، إعجاز القرآن، تعريف السورة تعريف الآية، ترجمة القرآن، قراءة القرآن بغير العربية، رواية القرآن بالمعنى. هذه مسائل من أهم المهمات، من عضل المسائل. فهذه موضوع الباب الأول. وهذا هو الأصل؛ لأن الباب عندهم، الأبواب عندهم إنما تجعل للمسائل الكبرى، يليها ما تحويه الفصول. أما المقدمات في الغالب فلا يُدخَلُ فيها في صلب البحث أو صلب الكتاب. على كل حال على هذا رتبه.
قال-رحمه الله- مقدمة:
(فذاك): الإشارة تعود إلى كتابنا.
عِلْمٌ بِهِ يُبْحَثُ عَنْ أَحوالِ... كِتابِنا.................
(فذاك): يعني كتابنا
فذاكَ مَا عَلى مُحَمَّدٍ نَزَلْ...........................
يعني المنزل على النبي-عليه الصلاة والسلام-القرآن هو-على ما تقدم أيضاً الفرقان-المنزل على محمد-صلى الله عليه وسلم- لا على غيره من الأنبياء : فيخرج بذلك ما نزل على غير محمد-عليه الصلاة والسلام-كالتوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف موسى، وصحف إبراهيم وغير ذلك من الكتب التي الإيمان بها ركن من أركان الإيمان؛ لكن البحث هذا خاص بالقرآن المنزل على محمد-صلى الله عليه وسلم-ولا يشمل الكتب السماوية الأخرى.
............................. ومِنْهُ الإعْجازُ بِسُورَةٍ حَصَلْ


الصفحة التالية
Icon