(الآية): الأصل أنها العلامة. والآيات لبدايتها ونهايتها علامات. فلا تمتزج بغيرها.

والآيةُ الطائفةُ المَفْصُولَةْ مِنْ كَلِمَاتٍ مِنْهُ، والمَفْضُولَةْ
(مِنْ كَلِمَاتٍ مِنْهُ ): آية مفصولة عن غيرها؛ عما تقدمها وعما تأخر عنها. فهي مميزة الأول والآخر؛ لكن قد يكون التمييز ظاهر لكل أحد، وقد يخفى على بعض النّاس إذا تعلقت الآية الثانية بالأولى، تعلق الصفة بالموصوف، تعلق الجار والمجرور بمتعلقه :﴿ َلعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ - فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ﴾(١)، نعم، آية النور، وآخر النور :﴿ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ - رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ ﴾(٢)، قد يخفى انفصال الآية وانفكاكها عما قبلها على بعض الناس، ولا سيما أن الكتابة في السابق قد لا يتميز فيها. ووجد في بعض المصاحف مدرجة كذا بدون فواصل.
والآيةُ الطائفةُ المَفْصُولَةْ... مِنْ كَلِمَاتٍ مِنْهُ.......
(من كلمات): وقد تكون الآية من كلمةٍ واحدة؛ كما قالنا في ( مدهامتان )، أو من كلمتين( ثم نظر ). ومنها: ما هو أكثر من ذلك.
(والمفضولة منه)...................
هذا سؤال هنا: يقول: التعريف المشتهر للحديث القدسي: هو كلامٌ معناه من الله-سبحانه وتعالى-ولفظه من النبي-صلى الله عليه وسلم-أليس في هذا مدخل للأشاعرة الذين يقولون: أن الكلام نفسي لله-سبحانه وتعالى-؟
أولاً: القرآن قبل ذلك كله:
- يطلق ويراد به: اسم المفعول: المقروء، المتلو.
- ويطلق ويراد به: القراءاة.
المقروء، والقراءاة. فالمقروء هو القرآن. والقراءة يقال لها: قرآن. كما قال الشاعر في عثمان-رضي الله عنه-:
ضحى بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبياحً وقرءاناً
يعني قراءاة. هذا القران المنزل على محمد-عليه الصلاة والسلام-المعجز الذي سبق الحديث عن إعجازه.
علاقته بالكلام النفسي-الذي يقوله الأشعرية-:
(١) سورة (البقرة: ٢١٩_٢٢٠)
(٢) سورة (النور٣٧_٣٦)


الصفحة التالية
Icon