يعني في التوراة سورة "تبت" إلا أنها بالعبرانية!، وفي الإنجيل سورة "تبت" إلا أنها بالسريانية! يعني على كلامهم. والنبي-عليه الصلاة والسلام-لما نزلت عليه سورة اقرأ في الغار وذهب-عليه الصلاة والسلام-بها ترجف بوادره، أو يرجف فؤاده-عليه الصلاة والسلام-ثم التقى بورقة بن نوفل وقرأها عليه-ما أنزل عليه-وشهد له بالرسالة، وكان ورقة كما في الحديث الصحيح قد قرأ الكتب السابقة من التوراة والإنجيل. وكان يترجم هذه الكتب. يقرأ الكتاب العربي فيترجم هذه الكتب السابقة من العبرانية والسريانية إلى العربية. لما قرأ عليه سورة اقرأ النبي-عليه الصلاة والسلام-قرأها بالعربية، وهو يعرف العبرانية و السريانية، ويعرف التوراة والإنجيل، ويترجمها من لغةٍ إلى لغة. هل قال هذا موجود عند من تقدمت من الرسل؟ هل سورة اقرأ موجودة في التوراة وموجودة في الإنجيل باللغات الأخرى؟ قال:"هذا الناموس الذي أنزل على موسى": يعني جبريل،[ يعني جبريل]، فبداهة العقول لايمكن أن يقول قائل: أن الأحكام الموجودة في القرآن بما في ذلك ما اقتضته الحاجة المتأخرة؛ لأن من القرآن ما نزل بسبب واقعة؛ يعني قصة الظهار-مثلاً- في هلال بن أمية، أو قصة اللعان في عويمر العجلاني-مثلاً-هل يقال: إن هذه القصة حصلت لليهود والنصارى بلغاتهم؟ هل يمكن أن يقول هذا عاقل؟ يمكن أن يُقال هذا؟
فهذا قولٌ باطل،[ قولٌ باطل]، ففي التوراة ما يخصها من الأحكام، وفي الإنجيل ما يخصه، وفي كتابنا ما يخصه. ويستقل كتابنا بالإعجاز والحفظ؛ فكتابنا محفوظ تكفل الله بحفظه إلى قيام الساعة، إلى أن يرفع، وكتبهم استحفظوا عليها فلم يحفظوها.