- ومنهم من يقول: أن أول صلاةٍ صلاها هي صلاة العصر. وأما صلاة الصبح فهي الصلاة في قباء؛ صلاة أهل قباء الذين مرّ بهم الصحابي الذي صلى مع النبي-عليه الصلاة والسلام-قبل ذلك، وأخبرهم بأن القبلة حولت إلى الكعبة، فاستداروا كما هم. يكون بلوغهم الخبر في أثناء صلاة العصر، وإذا كان هذا بالنسبة لأهل قُباء فالنبي-عليه الصلاة والسلام-صلاها قبل ذلك؛ لأن هذا الصحابي صلاها مع النبي-عليه الصلاة والسلام-. إذا كان أهل قباء صلوها الصبح وجاءهم الجائي ممن صلى مع النبي- عليه الصلاة والسلام-وأخبرهم فيكون صلاها مع النبي-عليه الصلاة والسلام- العصر، وحينئذٍ تكون الآية نزلت ليلاً أو نهاراً؟ نهاراً لا يعقل أنها تنزل بالليل ولا يصلي النبي-عليه الصلاة والسلام-إلا صلاة العصر، لا يمكن أن يحصل هذا -ayah text-primary">﴿ فول وجهك ﴾ ثم يصلي إلى بيت المقدس، ما يمكن.
وقَولُهُ :﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل ﴾: هل قباء استداروا كما هم بخبر واحد؟ وكانوا على قبلةٍ مقطوعٍ بها إلى بيت المقدس. فتركوا المقطوع به لخبر الواحد. وهذا مما يستدل به على أن خبر الواحد يفيد القطع، ولولا أنه يفيد القطع لما تركوا ما يفيد القطع إلى المظنون.
لما تركوا المقطوع به إلى المظنون؛ لكن الحافظ ابن رجب-رحمه الله-يقول: أن خبر الواحد هذا احتفت به قرائن. كان الصحابة يتوقعون أن تحول القبلة، والنبي-عليه الصلاة والسلام-يقلب وجهه في السماء ويتشوق إلى تحويل القبلة. الصحابة يتوقعون فهذه قرينة على صدق هذا المخبر، وبهذه القرينة ارتفع إلى إفادة العلم، وارتفع عنه إفادة الظن.
وقَولُهُ :
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل﴾ | بَعْدُ ﴿ لأزواجك ﴾والخَتْمُ سَهُلْ |