أما بعد: فَإِنَّكُم سَأَلْتُمُونِي أحسن الله إرشادكم أَن أصنف لكم كتابا مُخْتَصرا فِي مَذَاهِب الْقُرَّاء السَّبْعَة (بل الْعشْرَة) بالأمصار يقرب عَلَيْكُم متناوله ويسهل عَلَيْكُم حفظه ويخف عَلَيْكُم درسه ويتضمن من الرِّوَايَات والطرق مَا اشْتهر وانتشر عِنْد التالين وَصَحَّ وَثَبت عِنْد المتصدرين من الْأَئِمَّة الْمُتَقَدِّمين فأجبتكم / إِلَى مَا سألتموه وأعملت نَفسِي فِي تصنيف مَا رغبتموه، على النَّحْو الَّذِي أردتموه، واعتمدت فِي ذَلِك على الإيجاز والاختصار وَترك التَّطْوِيل والتكرار، وَقربت الْأَلْفَاظ وهذبت التراجم ونبهت على الشىء بِمَا يُؤَدِّي [عَن] حَقِيقَته من غير استغراق لكَي يُوصل إِلَى ذَلِك فِي يسر ويتحفظ فِي قرب [وَذكرت] عَن كل وَاحِد من الْقُرَّاء رِوَايَتَيْنِ [فَذكرت] عَن نَافِع رِوَايَة قالون وورش وَعَن ابْن كثير رِوَايَة [قنبل والبزي] عَن أصحابهما عَنهُ وَعَن أبي عَمْرو رِوَايَة أبي عمر [الدوري] وَأبي شُعَيْب [السُّوسِي] عَن اليزيدي عَنهُ، وَعَن ابْن عَامر رِوَايَة [ابْن ذكْوَان وَهِشَام] عَن أصحابهما عَنهُ، وَعَن عَاصِم رِوَايَة أبي بكر وَحَفْص عَنهُ، وَعَن حَمْزَة رِوَايَة خلف وخلاد عَن سليم عَنهُ وَعَن الْكسَائي رِوَايَة أبي عمر [الدوري] وَأبي الْحَارِث [عَنهُ] فَتلك أَربع عشرَة رِوَايَة [عَنْهُم].