[من] قِرَاءَته على أبي الْفَتْح، وَأَبُو شُعَيْب وَغَيره عَن اليزيدي يقصرون حرف الْمَدّ (فَلَا [يزيدونه] تمكينا على مَا فِيهِ من الْمَدّ - ٢) الَّذِي لَا يُوصل إِلَيْهِ إِلَّا بِهِ وَذَلِكَ نَحْو قَوْله [تَعَالَى] :(بِمَا أنزل إِلَيْك وَمَا أنزل من قبلك وَفِي آيَاتنَا، وَيَا أَيهَا النَّاس، وَهَؤُلَاء، وَقَالُوا آمنا) وَشبهه، وَهَؤُلَاء أقصر مدا فِي الضَّرْب الأول الْمُتَّفق عَلَيْهِ، وَالْبَاقُونَ يطولون حرف الْمَدّ فِي ذَلِك زِيَادَة، وأطولهم مدا فِي الضربين جَمِيعًا ورش وَحَمْزَة ودونهما عَاصِم ودونه ابْن عَامر وَالْكسَائِيّ وَخلف ودونهم أَبُو عَمْرو من طَرِيق أهل الْعرَاق، أَي الدوري، وَقَرَأَ بِهِ على الْفَارِسِي، وقالون من طَرِيق أبي نشيط بِخِلَاف عَنهُ [قَرَأَ] [بِهِ على] أبي الْحسن، وَهَذَا كُله على التَّقْرِيب من غير إفراط، وَإِنَّمَا هُوَ على مِقْدَار مذاهبهم فِي التَّحْقِيق والحدر وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق.
(٨) - قلت فَأن وَقع بعد حرف الْمَدّ سَاكن لَازم أَي فِي الْحَالين، اتَّفقُوا على مده [مشبعا] نَحْو: (الضَّالّين وأتحاجوني وألم ون وحم) قدرا وَاحِدًا وَإِن عرض [السّكُون] للْوَقْف جَازَ لكل مِنْهُم الإشباع والتوسط وَالْقصر نَحْو (الرَّحِيم وَالْكتاب ويؤمنون) (وَالله الْمُوفق - ٨).