روى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: (كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله - ﷺ -: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم) (١).
……قال الشافعي: "ولم يرد النهي عن تكذيبهم فيما ورد شرعنا بخلافه، ولا عن تصديقهم فيما ورد شرعنا بوفاقه"(٢).
……وقال ابن حجر :"ويؤخذ من هذا الحديث التوقف عن الخوض في المشكلات والجزم فيها بما يقع في الظن. وعلى هذا يحمل ما جاء عن السلف من ذلك قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون"(٣). وقال ابن حجر: "يحمل الحديث في عدم التصديق والتكذيب على ما إذا بدأ أهل الكتاب بالخبر"(٤).

(١) رواه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، ١٧/١٠١، فتح الباري، وانظر ٩/٢٣٧، كتاب التفسير، سورة البقرة، باب قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا. وانظر ٣/٢٣٧، كتاب الشهادات، صحيح البخاري، باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها، طبعة الشعب، ٩/١٣٦، والحديث بمعنى الآية ﴿ وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ (العنكبوت: ٤٦)
(٢) ٩/٢٣٧، فتح الباري، طبعة الحلبي، ١٩٥٩م.
(٣) ٩/٢٣٧، فتح الباري، طبعة الحلبي، ١٩٥٩م.
(٤) ١٧/١٠٢، فتح الباري، المصدر نفسه.


الصفحة التالية
Icon