٥- محمد فريد وجدي(١) والأديان:
…يرى أن أسباب الخلاف بين أصحاب الأديان هو تعصبها لأنبيائها وتقديسهم بما لا يتفق مع العقل ولا يستقيم على دليل(٢). ويرى أن نظريات الغرب في التدين عند المجتمعات عبر التاريخ كانت خيالية لأنها لا تخضع للعقل والعلم. وجاء الإسلام يقول بالعقل والعلم كضوابط للدين لذلك سيكون المستقبل للإسلام (بالمفهوم الذي يداعب خيال المؤلف).
…وقد استشهد بأقوال فيكتور هوجو "إن الشعور الفطري المودع في صميم الإنسان بوجود الله –تعالى- أتى إليه من تلك الشمس مباشرة (يعني بالشمس الله عز وجل). أما الديانة اليهودية والصابئية والبوذية والمانوية والمحمدية والمسيحية فهي من نور القمر، لأن موسى وبوذا وزرادشت وأورفيه وكنفوشيوس وماني ومحمد وعيسى هم أنواع من الكواكب دائرة حول تلك الشمس يستشرفون نورها ويعكسونه على من دونهم من العالمين، فالديانات التي هي أقمار الشمس الإلهية مهمتها إفاضة النور على الإنسان في غياهب حياته وظلمات بقائه"(٣)، وهكذا جمعت الديانات السماوية والوثنية، وجعلت على سواء عند محمد فريد وجدي تحت عنوان (العلم والفلسفة يهيئان العقول والقلوب لقبول الإسلام ديناً عالمياً) (٤). خلص إلى القول:

(١) صاحب موسوعة دائرة المعارف في القرن العشرين، وصاحب تفسير للقرآن، وصاحب كتاب المستقبل للإسلام، وكان من الإخوان الماسون، انظر ص٢٩٤، مجلة الميثاق الماسونية، الأستاذ العالم الكبير محمد فريد بك وجدي، العدد ٢، السنة الأولى، مصر، السبت أول اكتوبر ١٩٢١م، ١٢ محرم ١٣٤٠هـ. محررها سيد علي الحريري، والمجلة لسان حال المحفل الأكبر الوطني المصري، كما روست بها المجلة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، دوريات ٦٦٦.
(٢) وجدي، محمد فريد، المستقبل للإسلام، دار الكتاب العربي، بيروت، ص ١١.
(٣) ص ١٦، المصدر السابق.
(٤) ص ١٠٧، المصدر السابق.


الصفحة التالية
Icon