…وقال في موضع آخر: "إن هذا العصر، عصر العلم والشك، عصر الامتحان لكل شيء.. عصر الإلحاد وغربلة الأديان، هو عصر الإسلام وهو اللسان المجدد لدعوته حيث يجلي حقائق هذا الدين ويكشف عن الخير الكثير المخبأ للناس فيه"(١).
…فالدعوة للإسلام عند د. الخطيب تعني الإلحاد وغربلة الأديان بما فيها الإسلام. وكلمة الإسلام في الآية محلى بأل العهد فلا تفيد غير الدين الذي نزل على محمد - ﷺ - ومع ذلك أشرك معه اليهودية والنصرانية السابقات له، وهيمنة الإسلام ونسخه للأديان السابقة ليست من قاموس د. الخطيب فكلامه صريح واضح لا يحتاج إلى تعقيب فهو شوائب محضة.
المبحث الثالث : رد الأحاديث الصحيحة والاستشهاد بالضعيف وما لا أصل له
نظرة مؤسسي التفسير في القرن الرابع عشر الهجري للسنة النبوية:
قال الشيخ محمد عبده: "وعلى أي حال فلنا بل علينا أن نفوض الأمر في الحديث ولا نحكمه في عقيدتنا ونأخذ بنص الكتاب وبدليل العقل"(٢).
قال الأستاذ: "وأحاديث الآحاد ظنية يحتمل أن تكون مكذوبة من بعض رجال السند المتظاهرين بالصلاح لخداع الناس"(٣).
قال الشيخ رشيد: "إنه (محمد عبده) لا يثق إلا بأقل القليل مما روي في الصحاح من أحاديث الفتن"(٤).
وقال الشيخ رشيد: "وأكثر التفسير بالمأثور قد سرى إلى الرواة من زنادقة اليهود والفرس ومسلمة أهل الكتاب"(٥).

(١) التفسير القرآني للقرآن، د. عبد الكريم الخطيب، م٥، ١٠/٧٥٢.
(٢) ص ١٨١، تفسير جزء عمّ للشيخ محمد عبده.
(٣) ٢/١٤٠، تفسير المنار. قال الشيخ رشيد وقال الأستاذ يعني عن محمد عبده.
(٤) ٩/٥٠٦، تفسير المنار.
(٥) ١/٨، تفسير المنار.


الصفحة التالية
Icon