…وأما عن الانحراف في التفسير فكتب الشيخ فضل تحت عنوان: "هل لمدرسة الإمام أثر في هذا الانحراف": "هذه أفكار مسمومة خرج أصحابها بهذه المطاعن ولكنها لم تأخذ شكل التفسير(١) إذا استثنينا كتاب أبي زيد الدمنهوري. وهناك كتب أراد أصحابها أن يلبسوها صبغة التفسير. وقبل أن أتعرض لها لا بدّ من الإشارة إلى أثر مدرسة الأستاذ الإمام في هذا النمط من التفسير.. إلى أن يقول: "فلقد كانت لهذه المدرسة هفوات وكبوات، خرجت بالنص القرآني من معناه الظاهر، إلى تأويلات بعيدة، وتفسيرات غريبة وذلك كتأويل الملائكة بالقوى الطبيعية. وحتى مجرد التسمية بهذا الاسم يعد غريباً عن معنى الآية ومضمونها. وكتأويل سجود الملائكة لآدم بتسخير القوى، وكتأويل مولد عيسى عليه السلام بأنه تأثير حصل لمريم نتيجة اعتقاد خاص. ومن هذا القبيل تأويل الرجوم بالحجج عند المراغي الأكبر(٢)

(١) هذا الحكم بعيد عن الواقع لأن تفسير المنار، وتفسير الجواهر في تفسير القرآن، والتفسير الحديث لمحمد عزت دروزة، والتفسير القرآني للقرآن، وغيرها، أخذت شكل التفسير. والذي لم يأخذ شكل التفسير هو إنتاج مدرسة الشيخ سعيد النورسي، ولم يكتب عنه الشيخ.
(٢) محمد بن مصطفى بن محمد بن عبد المنعم المراغي، ولد بالمراغة بالصعيد (١٨٨١م-١٩٤٥م)، تعلم بالأزهر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده، وعيّنه الشيخ محمد عبده قاضي قضاة في السودان. وعين شيخاً للأزهر مرتين: الأولى عام ١٩٢٨م واستمر أربعة أشهر فقط وقامت ثورة في الأزهر ضده فعزل ثم عاد إلى مشيخة الأزهر عام ١٩٣٥م واستمر حتى وفاته عام ١٩٤٥م. أهم آثاره رسالة إلى مؤتمر الأديان العالمي المنعقد في لندن ١٩٣٦م في موضوع الزمالة الإنسانية، ألقاها نيابة عنه محمد عبد الله دراز بالفرنسية حيث كان يدرس في باريس في بعثة الملك فاروق. (انظر معجم المؤلفين، رضا كحالة، ١٢/٣٤. وانظر مشيخة الأزهر منذ نشأتها حتى الآن، علي عبد العظيم ٢/٢٤، طبعة الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية ١٩٧٩م. وانظر مجلة الأزهر المجلد العاشر ١٩٣٦م نص الرسالة لمؤتمر الأديان).


الصفحة التالية
Icon