…ثم ترجم لرجال هذه المدرسة وأتى بأدلة وبراهين من اعترافاتهم أنهم من رجال الماسون، وأنهم من عملاء الإنجليز. وتوصل إلى نتيجة مفادها أنه يجب إعادة النظر في عقيدة هؤلاء الرجال، وأنهم دخلوا الإسلام لمهمة غامضة. مستنداً إلى رسالة موجهة من الشيخ محمد عبده إلى أستاذه جمال الدين الأفغاني بخط يده يقول فيها: "نحن الآن على سنتك القويمة لا نقطع رأس الدين إلا بسيف الدين، ولهذا لو رأيتنا لرأيت زهاداً عباداً.. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل". وعقب الدكتور الرومي على ذلك قائلاً: "هل هي دعوة باطنية يخفيها الرجلان ويسعيان تحت ستارة الدين و(بسيف الدين) لقطع (رأس الدين) ؟ وقيامهم بالصلاة أمام الناس هل هو سعي إلى القبض على سيف الدين؟ ثم تركهم للصلاة بعض الأحيان هل هو تنفيس (لضيق العيش) وعودتهم إليها حيناً لأجل (فسحة الأمل) (١). واقتطف نقولاً من رسائله ما تدل على الكفر الصراح. وعليه فالدكتور فهد الرومي لا يَعُدُّ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده من رجال الإصلاح. ويرى وجوب إعادة النظر في عقيدتهم وتقييمهم. وضرورة بيان زيفهم وضلالهم وكشفهم للناس(٢).
…وقد غض د. الرومي الطرف عن علاقة الشيخ رشيد بمن حمل رايتهم، وكان خليفتهم، وفاته أن شبيه الشكل منجذب إليه، وأن المرء على دين خليله. وهي علاقة بلا شك توجب الريب على الأقل. ولكنه لم يجعل هذه العلاقة من أوزاره، أو محل شك فيه مع أنها من الأمور التي لا تغفل، لا سيما أن هدف د. الرومي في كتابه هو تعرية هذه المدرسة، وبيان الدخيل من الأصيل، ووضع الميزان القسط في أيدي الناس ليزنوا به ما يرد عليهم بغض النظر عن مكانة القائلين من البشر، ويحسن هنا أن نسجل للدكتور الرومي دافعه للإقدام على تأليف كتابه، وتناوله لموضوعه، حيث قال: لكونه أهم وأخطر المناهج المذكورة لكونها:

(١) المصدر السابق، ١/٦١. وانظر ص ٨١٢ المصدر نفسه.
(٢) المصدر السابق نفسه.


الصفحة التالية
Icon