…وقال الشيخ فضل: "وخلاصة القول: إن الشيخ رشيد -رحمه الله- نفّر من الإسرائيليات في تفسيره، ونفّر منها وحذر ولكنه غالى وتطرف، وحكَّم العقل أكثر مما ينبغي، وجعله أعظم المقاييس التي يقاس بها تمريض الحديث أو تصحيحه. فكانت النتائج التي وصل إليها لا تقل خطورة عن الإسرائيليات. بل إنها والحق يقال أشد خطورة، وأسوأ آثاراً ذلك لأنها تتعلق بمصدر من مصادر التشريع وهو السنة وليست كذلك الإسرائيليات"(١).
…وأكتفي بشهادة شاهد من أهله سجلها قبل بحثي بثلاثة عقود ونيف(٢). وعليه يكون شعار محاربة الإسرائيليات عند الشيخ رشيد مجرد شعار تمسح به لهدم المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي.

(١) ١/٣١٢، المصدر السابق نفسه.
(٢) نال الشيخ فضل حسن عباس على بحثه هذا درجة الدكتوراة من الأزهر، بإشراف شيخ الأزهر الحالي محمد سيد طنطاوي، ويحرص الشيخ فضل أن لا يطلع أحداً على رسالته لدرجة أنه لم يجعل منها نسخة في مكتبة الجامعة الأردنية التي درس فيها ردحاً من الزمن حتى بلغ السبعين وأحيل على التقاعد. وطبعاً لم يطبعها قط رغم أن له مؤلفات مطبوعة.


الصفحة التالية
Icon