إن نزول عيسى عليه السلام إلى الأرض مرة ثانية قصة ترمز لمقصد عصبة الأمم وهيئة الأمم، وهذه شائبة لأن نزول عيسى عليه السلام معجزة بعد هذا الانقطاع الطويل عن الحياة في الأرض وتحقيقاً لقوله تعالى: ﴿ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً ﴾ (١). فنزوله عليه السلام حقيقة وليس رمزاً على الإطلاق. وسيؤمن به كل أهل الكتاب لقوله تعالى: ﴿ وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾ (٢).
إن تسويته لنزول موسى أو محمد مرة ثانية مثل عيسى عليهم السلام جميعاً يدل على أنه لا يفسر آيات الله بل يتخيل ويتصور مفاهيم يريد أن يشربها قلوب العباد تضليلاً لهم. فنزول عيسى وحده المميز بهذه المعجزة وليس غيره من الأنبياء. وهذه شائبة ثانية.
يقلل من شأن معجزة نزول سيدنا عيسى إلى الأرض لأنها ستكون قليلة وقصيرة. مع أن نزوله عليه السلام أمارة على قرب انتهاء الحياة على الأرض. وقرب انتصاب الميزان للعباد فإما إلى الجنّة وإما إلى النار. فالحديث الصحيح الوارد في نزوله هو من أشراط الساعة.
زعم أن أحمد القادياني الذي ارتد عن الإسلام أتى بتعاليم إسلامية، وكذلك البهائية زعم أنها جاءت بتعاليم إسلامية. وكلها فرق بعيدة كل البعد عن الإسلام؛ لأن الأولى ادعت النبوة وادعت الثانية الألوهية وكلتاهما جاءت بدين جديد.
قرر أن مجيء الدجال ليس على الحقيقة بل هو رمز للدجل والكذب والنفاق الذي عليه الأمم، والمسيح إشارة لظهور الحقائق وتقارب الأمم في نظام عام، وهذه شوائب لمناقضتها للأحاديث الصحيحة في الموضوع.
إن الذي يقرب وجهات نظر الأمم من بعضها هو سرعة النقل بين الشرق والغرب.
التلويح بإلغاء الجهاد، ولمز طريقة السيف في حمل الدعوة، ويدعونا لتقليد الفرنجة في دينهم من هذه الزاوية.

(١) سورة المائدة، الآية: ١١٠.
(٢) سورة النساء، الآية: ١٥٩.


الصفحة التالية
Icon