…وأما تحديدهم لحدود الدين فقال الشيخ رشيد: "أقول يعني في مسائل الدين البحتة العبادات والحلال والحرام. أما المسائل الدنيوية كالقضاء والسياسة فهي مفوضة بأمر الله إلى أولي الأمر، وهم رجال الشورى من أهل الحل والعقد، فما يقررونه يجب على حكام المسلمين أن ينفذوه وعلى الرعية أن يقبلوه. فما جرى عليه المقلدون من المسلمين من الأخذ بآراء بعض الفقهاء في العبادات والحلال والحرام هو عين ما أنكره كتاب الله تعالى على أهل الكتاب وجعله منافياً للإسلام بل جعل مخالفتهم فيه هي عين الإسلام فليعتبر المعتبرون"(١). وهذه جرأة على دين الله في قلب الأمور. وقال الشيخ محمد عبده: "في الأحكام التي شرعها الله تعالى نوع يسمى بالشعائر ومنها لا يسمى بذلك كأحكام المعاملات كافة لأنها شرعت لمصالح البشر فلها علل وأسباب يسهل على كل إنسان أن يفهمها"(٢).

(١) تفسير المنار، ٣/٣٢٧، قال ذلك في تفسير سورة آل عمران عند قوله تعالى: ﴿ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ (آل عمران: من الآية ٦٤).
(٢) تفسير المنار، ٢/٤٤.


الصفحة التالية
Icon