…وقد وضعت نصب عيني تحري الحقيقة، رافعاً شأنها، معزاً لها فوق كل مخلوق. مبتغياً رضوان الله – تعالى – وخدمة كتابه الكريم، معرضاً عمن لا يتحملون أي شيء فيه مساس برموز العصر، فضلاً عن تشويه سمعتهم، غير آبه بمن يعكفون على الواقع المرير، ولا استعداد عندهم لسماع ما يحط من قدر زعماء التفسير في هذا القرن، أو من لا استعداد عندهم لاستعمال عقولهم للوقوف على الحقيقة، أو من ليس عندهم النزاهة التي تدفعهم إلى الاعتراف بحقائق الأمور، وهو يعادي الحق بالتهم والأباطيل، شأن العاجزين عن إقامة الدليل فيكتفي بالقول: مُغْرِض، وأرجو لهم الهداية، وأن يكون كتاب الله –تعالى– أعز عليه من أي مخلوق، والموعد الله في كل غاية.
خطة البحث
…اشتمل البحث على مقدمة وتمهيد تبعهما خمسة فصول وخاتمة.
…تناولت في المقدمة أهمية البحث ببيان معالم الشوائب والعقبات التي خلفتها، وكيفية إزالتها، والحكم الشرعي فيها. كما تناولت المسوغات لاختيار الموضوع، وهي كثيرة، كما تعرضت لأهم الكتابات السابقة، ومنهج الباحث وجهوده.
…والتمهيد ألقيت فيه الضوء في التفسير لغة واصطلاحاً، ومصادره وضوابطه، وكذلك الشوائب لغة واصطلاحاً. والتعرف على الشوائب في القرون الثلاثة الأولى، وعلى الشوائب في الفكر الفلسفي والصوفي والشيعي وفي فكر المعتزلة.
…وأما الفصل الأول فتعرضت فيه لأبرز الشوائب في تفاسير القرن الرابع عشر الهجري. وجعلته في ثلاثة مباحث: تناولت في المبحث الأول شائبتي الدعوة للعقل الحر والتفسير بالنظريات العلمية. وتناولت في المبحث الثاني شوائب الإكثار من الإسرائيليات، والاستشهاد بالتوراة والإنجيل، والتقريب بين الأديان. وفي المبحث الثالث تناولت شائبة رد الأحاديث الصحيحة والاستشهاد بالضعيف وما لا أصل له.