أولاً: الكلام في معجزات الأنبياء:
…المعجزة(١): هي أمر خارق للعادة يخلقه الله تعالى على يد مدّعي النبوة تحدياً للناس، وإلزاماً لهم بصحة دعوته. وذلك ليحوط الله تبارك وتعالى منصب النبوة، ويصونه من زعم الأدعياء، وافتراء المفترين، وتأييداً لأنبيائه ورسله بما هو ليس في مقدور البشر. والمعجزة سنة إلهية يخرق بها الباري سنن الكون، ونظم الحياة، وخواص الأشياء للدلالة على نبوة إنسان أو رسالة رسول. وكأنها تقول للناس: صدقوا هذا النبي بكل ما يبلغ عن الله تعالى. فها هو قد جاء بما عجز عنه الناس أجمعون رغم تحديه لهم، وقد خرقت على يديه السنن الكونية المستحيل خرقها حسب العرف والعادة، أو عطلت خواص الأشياء وقوانين الحياة لأجله. ولا يقدر على ذلك إلا الله تعالى.
…وقد وضع القرطبي خمسة شروط للمعجزة فإن اختل منها شرط واحد لا تكون معجزة وهي:
أن تكون مما لا يقدر عليها إلا الله سبحانه.
أن تخرق العادة.
أن يستشهد بها مدّعي الرسالة على الله عز وجل.
أن تقع على وفق دعوى المتحدي بها المستشهد بكونها معجزة له.
أن لا يأتي أحد بمثل ما أتى به المتحدي على وجه المعارضة(٢).

(١) عرف السيوطي المعجزة:: أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة، وهي إما حسيّة، وإما عقلية، ٢/١٤٨. الإتقان للسيوطي، طبعة مصطفى الحلبي، نشرته دار المعرفة، بيروت، ط٤، ١٣٩٨هـ - ١٩٧٨م، وانظر تعريف واقع المعجزة عند ابن خلدون، ص ٩٣، المقدمة، ط٤، ١٣٩٨هـ - ١٩٧٨م.
(٢) القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن صححه أحمد عبد العليم البردوني، ١/٦٩-٧١، ط٢، ١٣٧٢هـ-١٩٥٢م.


الصفحة التالية
Icon