إبداعه لها مع أنه من حيث الواقع يعد مطوراً لها فحسب. وربما كانت المبالغة لأغراض سياسية حيث كانت بريطانيا تعد الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وتعمل لتمزيق دولة الخلافة والسيطرة عليها، فتعد برنامجاً ثقافياً ليحل محل ثقافة الإسلام. وخلاصة نظرية النشوء والارتقاء أنها تقوم على قواعد أربع:
تنازع البقاء.
نظرية الانتخاب الطبيعي.
قاعدة التطابق.
قانون الوراثة (الجينات) (١).
شوائب التفسير في أقوال بعض المفسرين في القرن الرابع عشر الهجري في نظرية النشوء والارتقاء:
١- تفسير المنار -خلق آدم-
…قال الشيخ رشيد عند قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ (٢): "وقد ذهب الأستاذ إلى أن هذه الآيات من المتشابهات التي لا يمكن حملها على ظاهرها لأنها بحسب قانون التخاطب إما استشارة وذلك محال على الله تعالى، وإما إخبار منه سبحانه للملائكة واعتراض منهم ومحاجة وجدال، وذلك لا يليق بالله تعالى أيضاً ولا بملائكته، ولا يجامع ما جاء به الدين من وصف الملائكة لكونهم ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ (٣).

(١) انظر، وجدي، محمد فريد، دائرة المعارف في القرن العشرين، ٤/٣٠-٣٦، مادتي دارون والإنسان.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٣٠.
(٣) سورة التحريم، الآية: ٦. وانظر تفسير المنار، ١/٢٥١، ٢٥٢.


الصفحة التالية
Icon