…وقال: "وهذا النسب المشهور عن ذرية نوح مثلاً هو مأخوذ عن العبرانيين فإنهم هم الذين جعلوا للبشر تاريخاً متصلاً بآدم وحددوا له زمناً قريباً. وأهل الصين ينسبون البشر إلى أب آخر ويذهبون بتاريخه إلى زمن أبعد من الزمن الذي ذهب إليه العبرانيون. والعلم والبحث في آثار البشر مما يطعن في تاريخ العبرانيين ونحن المسلمين لا نكلف تصديق تاريخ اليهود وإن عزوه إلى موسى عليه السلام. فإنه لا ثقة عندنا بأنه من التوراة وأنه بقي كما جاء به موسى"(١).
…وقال: "وما ورد في آيات أخرى من مخاطبته الناس بقوله: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ ﴾ لا ينافي هذا ولا يعد نصاً قاطعاً في كون جميع البشر من أبنائه إذ يكفي في صحة الخطاب أن يكون من وجه إليهم في زمن التنزيل من أولاد آدم. وقد تقدم في تفسير قصة آدم في أوائل سورة البقرة أنه كان في الأرض قبله نوع من هذا الجنس أفسدوا فيها وسفكوا الدماء"(٢).
…وقال: "وأقول زيادة في الإيضاح: إذا كان جماهير المفسرين فسروا النفس الواحدة هنا بآدم فهم لم يأخذوا ذلك من نص الآية ولا من ظاهرها، بل من المسألة المسلمة عندهم وهي أن آدم أبو البشر"(٣).

(١) تفسير المنار، ٤/٣٢٤.
(٢) تفسير المنار، ٤/٣٢٤، ٣٢٥.
(٣) تفسير المنار، ٤/٣٢٥. ثم ذكر من تفسير الرازي ثلاثة تأويلات: ١- عن القفال بأن القصة على سبيل ضرب المثل والمراد خلق كل واحد منكم من نفس واحدة. وجعل من جنسها زوجها إنساناً يساويه في الإنسانية. ٢- الخطاب لقريش الذي كانوا في عهد النبي وهم آل قصي، وأن المراد بالنفس الواحدة قصي. ٣- أن النفس الواحدة آدم. وهو يشير بذلك للآية ١٨٩ من سورة الأعراف.


الصفحة التالية
Icon