…التفسير لغة:
…الفاء والسين والراء كلمة واحدة تدل على بيان شيء وإيضاحه. من ذلك الفَسْرُ، يقال فَسَرْتُ الشَّيء، وفَسَّرْتُه، والفَسْر والتَّفْسِرَةُ، نظر الطبيب إلى الماء وحُكمهُ فيه(١).
…ونقل الأزهري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنّ الفَسْرَ: كشف ما غُطِّيْ. وقال الليث(٢): الفَسْر: التفسير وهو بيان وتفصيل للكتاب. ونقل عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال: التفسير والتأويل بمعنى واحد. وقال الليث: التَّفْسِرةُ: اسم للبول الذي ينظر فيه الأطباء يستدلون بلونه على عِلَّة العليل. وكلُّ شيء يعرف به تفسير الشيء ومعناه فهو تَفْسِرته. وقوله عز وجل: ﴿ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴾ (٣). الفَسْرُ: كشف المغطى، وقال بعضهم: التفسير: كشف المراد عن اللفظ المشكل. والتأويل: رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر(٤). واستفسرته كذا: أي سألته أن يُفَسِّرَه لي. وقال آخرون: هو مقلوب من سفر. ومعناه أيضاً: الكشف، يقال سَفَرت المرأة سُفوراً؛ إذا ألقت خمارها عن وجهها، وهي سافرة. وأسفر الصبح: أضاء. وقال ابن عباس في قوله تعالى: { وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ((٥) أي: تفصيلاً. وقال الزركشي: فالتفسير كشف المغلق من المراد بلفظه، وإطلاق للمحتبس عن الفهم به(٦).
(٢) هو ابن المظفر بن نصر بن سيّار، صاحب الخليل. وكان رجلاً صالحاً. (معجم الأدباء، لياقوت الحموي، ص ٤٣، ٥٢.
(٣) سورة الفرقان، من الآية: ٣٣.
(٤) تهذيب اللغة للأزهري، ١٢/٤٠٦، ٤٠٧، طبعة الدار المصرية، ١٩٦٤م.
(٥) سورة الفرقان، من الآية ٣٣.
(٦) ابن منظور، لسان العرب، ص ٣٤١٢، مادة فسر، وانظر البرهان للزركشي، ٢/١٤٧، وانظر الإتقان للسيوطي، النوع ٧٧، ٢/٢٢١.