…وأما ما جرى استعماله في القرن الرابع عشر الهجري أن التأويل بمعنى التحريف فلا يعوّل عليه ولا يلتفت إليه، وهو من الشوائب التي شابت التفسير. وهو مأخوذ من أباطيل ابن عربي(١). حيث قال: من فسر برأيه فقد كفر، وأما التأويل فلا يُبقي ولا يذر فإنه يختلف بحسب أحوال المستمع وأوقاته في مراتب سلوكه، وتفاوت درجاته، وكلما ترقى من مقامه انفتح له باب فهم جديد، واطلع به على لطيف معنى عتيد(٢).
…وقيل: التأويل كمصطلح عن المتأخرين من الفقهاء والكلاميين والمحدثين والمتصوفة ونحوهم أصبح يعني: "صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح"(٣). وقد يكون التحريف يحمل اللفظ على غير ما وضع له، أو في نسبة الأفكار والأحكام للإسلام مع أنها ليست منه.
(١) هو محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عربي الطائي الحاتمي، محيي الدين، أبو عبد الله الأندلسي، المعروف بابن عربي (٥٦٠-٦٣٨هـ)، الشهير بالشيخ الأكبر، له مصنفات كثيرة جداً منها اصطلاحات الصوفية، واتحاد الكوني في حضرة الأشهاد العيني. (انظر: هدية العارفين، ٢/١١٤-١٢١).
(٢) ابن عربي، تفسير القرآن الكريم، دار اليقظة العربية، بيروت، ط١، ١٣٨٧هـ-١٩٦٨م، ١/٥.
(٣) مطر، علي رمضان، الطباطبائي ومنهجه في التفسير، رسالة ماجستير، ص٢٣٦، قدمت عام ١٩٨٠م في كلية أصول الدين، دار العلوم، القاهرة، رقم ٣٢٨.
(٢) ابن عربي، تفسير القرآن الكريم، دار اليقظة العربية، بيروت، ط١، ١٣٨٧هـ-١٩٦٨م، ١/٥.
(٣) مطر، علي رمضان، الطباطبائي ومنهجه في التفسير، رسالة ماجستير، ص٢٣٦، قدمت عام ١٩٨٠م في كلية أصول الدين، دار العلوم، القاهرة، رقم ٣٢٨.