…وقال إنَّ القدرة في العدل بين أربع من النساء، متوقفة على عقل كبير وسياسة في الإدارة، وحكمة بالغة في المعاملة، وهذا لا يتأتى إلا لمن كان نابغة بين الرجال والرجل النابغة، إذا تزوج بأكثر من واحدة، كثر نسله فكثر النوابغ والشعب الذي يكثر نوابغه أقدر على الغلبة في تنازع البقاء من سائر الشعوب كما يدلنا عليه التاريخ.
…ثم خاطب الله في مكان آخر، الخائفين أن لا يعدلوا بين النساء، وهم غير النوابغ من المسلمين بقوله ﴿ وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ ﴾ (١) فأمرهم في هذه الآية التي هي في المعنى تتمة للأولى. أن لا يقترنوا بأكثر من واحدة لأنهم في درجة من العقل دون درجة من النابغين. لن يستطيعوا معها إتيان العدل بين النساء(٢) ولكي يكثر نسل النابغين وهو الأهم"(٣).
…وقال: " ﴿ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ ﴾ إشارة إلى مراتب نبوغ الرجل الثلاث فكأنه أراد أن لا يتجاوز الذي قل نبوغه، الاقتران باثنتين، وأن لا يتجاوز من نبوغه متوسط، الاقتران بثلاث، وأن يحل للذي نبوغه أعلى من الأولين الاقتران بأربع"(٤).
(١) سورة النساء، آية ١٢٩.
(٢) تفسير القاسمي، ٥/٣٢.
(٣) تفسير القاسمي، ٥/٣٢.
(٤) تفسير القاسمي، ٥/٣٣.


الصفحة التالية
Icon