…ومن يجل النظر في كلام معالي الوزير والسفير الأردني يجده كلاماً لا يستحق الرد عليه لأنه يخلو من مسحة التفسير، ويبدو أن الرجل في نفسه هوى يريد أن يضفي عليه صفة الشرعية فقال ما قال. حيث عد حكم تعدد الزوجات إجازة وقد انقضت وانتهت وجعل القاعدة الباطلة (لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان) هي محور حديثه بالنسبة للموضوع. وأكتفي بهذا القدر من الشوائب في موضوع تعدد الزوجات في تفاسير عشرة من مفسري القرن الرابع عشر الهجري كلهم عالة على تفسير المنار فله كفل من كل الشوائب التالية له. ومن العجيب الغريب أن نظام تعدد الزوجات الذي جاء به الإسلام وعمل هؤلاء العشرة وغيرهم على النيل منه قد ذكر بعضهم وبخاصة كبيرهم الذي علمهم التأويل تنبه بعض الأوروبيين إلى أهمية هذا النظام وطالبوا به في بلادهم لحل مشاكلهم الاجتماعية، وكتبوا على صفحات الجرائد، وحرروا الكتب يدعون دولهم ومجتمعاتهم للعمل به ومن العبارات التي صدرت في تفسير المنار (لا علاج لتقليل البنات الشاردات إلا تعدد الزوجات) (١)، (أتمنى تعدد الزوجات للرجل الواحد ليكون لكل امرأة قيم وكفيل من الرجال) (٢).
(٢) رضا، محمد رشيد، تفسير المنار، ٤/٣٦٠.